4
قصص
بقلم .رانيــــــــا حمــــدي تقديم د .مدحت عيسى
حمدي ،رانيا . أنثى مع وقف التنفيذ :قصص /رانيا حمدي – .ط –2اإلسكندرية. نوفمبر 2102 015صفحة ؛ 20سم رقم اإليداع1199/96131 : 978-977-6337-59-6 : ISBN تقديم دكتور :مدحت عيسى
تصميم الغالف الفنان :كريم آدم إخراج فني :أحمد علي حسن
ــــــــــــــ الطباعةReda Press :
العنوان 993 :شارع السيد محمد كريم -المنشية -اإلسكندرية التليفون - 16/5316164 :فاكس16/5319383 : ــــــــــــــ
النشر محفُوظة للمؤلِـ ِ ـفة ـع ُحـق ـ ْ ـع و َّ ْ ـوق الطَ ْبـ ْ َجميـ ْ ُ الطبعة األولى :أغسطس 2100 الطبعة الثانية :نوفمبر 2102
4
إهــــداء إلى من علمني كيف أكون ورباني على المباديء منذ الصغر.. إلى من كان ومازال نعم المثال األعلى .. إلى من أصبو لتحقيق النجاح حتى أرى بعينيه نظرة فخر .. مازلت ال تعلم كم أحبك ومازلت أجتهد ..
إهداء إلى أبـــي إلى من آزرتني ودعمتني وآمنت بي ولم تتخل عني قط .. إلى سيدة النساء جميعا وأعظم وأجمل نساء الدنيا بعيني .. إلى من بثتني الحنان والدفء منذ الصغر .. كلمات الدنيا جميعا ال تفيكِ حقك حبيبتي وصديقتي ..
إهداء إلى أمـــي ابنتكم رانيا حمدي 5
صرخة البوح بقلم الدكتور :مدحت عيسى ـت أنث ــى الفص ــو األربع ــة ..ف ــي طي ــاتي تج ــد الش ــي دوم ــا كن ـ ُ " ً والنقــي .أنثــى الحــد األقص ـى فــي ك ـ الســمات ..فــي تلــم المجموعــة حبر وورق ..مح
كنت مح ُ هـي تـرف
أدب وانسكاب( "..المؤلفة)
دومــا الـنمط الجـاها والقالــب التقليـدي ،وترغـب فــي ً أن يك ــون تشـ ــكيليا تلقاييـ ــا وطبيعيـ ــا دون ت ــدخ ،سـ ــاديةُ القلـ ــم تجـ ــا أي محاولــة لقنقــاص مــن قــدرها ..كانــت هــذ هــي صــفات األنثــى المتفــرد
ص َمتَيا األنثوية الفطرية. التي أكدت المؤلفةُ َب ْ وعلــى صــغر ســن المؤلفــة ،فقــد تمثلــت ك ـ م ارح ـ األنثــى وك ـ
حاالتيا ،في ضعفيا وقوتيا ،في عنفوانيا ويأسيا ،في حبيا وكراهيتيا..
هــي األنثــى الكاملــة :األم ،واألخــت ،والاوجــة ،والحبيبــة ،والرفيقــة .وهــي
ًا الربع. أيضا أنثى المدينة و َّ وكثير ما كانت تعر المؤلفة ألنثاها متفرد ً ً وحيد ً تناجي نفسيا .وقد امتألت المجموعة القصصية بصـرخات أنثويـة خالص ــة ترن ــو إل ــى الخ ــروج م ــن شـ ـرنقة الجم ــود والتخل ــف ،ولنقـ ـ أر ق ــو
المؤلفة على سبي المثا :
"أنثى هي مع وقف التنفيذ ..فأنوثتيا قيد الحصار ما بين ذكور
غبية ومتاريس الحيا "( .خواطر أنثى)
6
"ولك ــن هيي ــات هيي ــات ،ل ــم تخل ــق أنث ــاي لتثنيي ــا ع ــن أحالمي ــا الحيا ..فيي توقن أن التجـارب خلقـت لتصـق العظميـات مـن الفتيـات". (حالة)
"أعتقد أننا سنستمر ..كبريا ً سنستمر"( .عبق الكبريا ) فقيقت ضاحكةً ،فأنا ام أر ما عادت تعرف السؤا وال العوي ". " ُ
(سادية قلم)
ومع ك هذ الصرخات األنثوية التي تطلقيا المؤلفة على لسان
شخوصــيا القصص ــية ،إال أن األنث ــى الفطري ــة تطف ــر عل ــى الس ــط م ــن ٍ وقت إلى آخر ،تلـم األنثـى الناعمـة المحبـة التـي تـذوب عشـقًا بـين يـدي
أحيانا بسـبب اختياراتيـا رج معطا ،وهي األنثى نفسيا التي قد تخطئ ً فتُعاني وتتألم. ولقــد ســيطر الحلــم بكـ عناصــر علــى فكــر المؤلفــة فــي قصــص
كثير ،وال يمكن فص الحلم عن طبيعـة المـ أر ،فـالحلم جـا مـن تكوينيـا ـر مــا نجــد الم ـ أر أكثــر استشـ ـ ارفًا للمســتقب ،وأكثــر رغب ـةً فــي كس ــر فكثيـ ًا حاجا المعتاد .تقو رانيا حمدي:
جلست "على الشاطئ الصخري المجاور للقلعة بمنطقة بحري.. ْ أمـ ــام البحـ ــر مباش ـ ــر ..تسـ ــتمع ليم ـ ــس البحـ ــر وحكاي ـ ــات الي ـ ـوا الح ـ ــر
الطليــق ..كانــت طيــور النــورس تحلــق فوقيــا ت ـاين ســما لوحتيــا ب ــذام الفض ــا الفس ــي ..متأمل ــة الم ــد ،البعي ــد ،تت ــردد عل ــى مس ــامعيا أغني ــة فيروا "كيفم إنت" تحمليا الكلمات إلى أو دقة قلب..
أو
7
رجفــة جســد ..أو لمســة يــد ،حملتيــا إلــى نفــس المكــان منــذ امــن بعيــد". (حلم يداعب عتم اللي )
وقــد أخــذت المؤلفــة قارييــا معيــا فــي رحلــة خياليــة مــن رحــالت ألــف ليلــة وليلــة ،ونجحــت مــن خــال حكاي ـة عبــر ثــالٍ ليــا ٍ ،فــي أن طــا شـرقييا تــداعب الحلــم الكــامن فــي نفــوس الرجــا والنســا ،مســتدعيةً نم ً
أصيالً وهو نمط الحكي.
أمــا الرمايــة فقــد اتضــحت فــي هــذ المجموعــة فــي (أقصوصــات
عشــقية) ،إذ نــر ،المؤلفــة تبتعــد عــن الســرد المعتــاد فــي بقيــة القصــص لتبيرنا برسم أجوا خيالية باستخدام ٍ لغة رماية .ولنق أر قو المؤلفة مثالً: "ع َّم ـت الظلمــة إال مــن بــؤرٍ تشــعلني ..أغمضــت عينــي لوهلـ ٍـة ..تعالــت
أصـوات الكمـان ..تصـفيق حـاد ..أسـدلت األسـتار ..أردانـي الخــذالن.".. (رفع الستار)
"ها هي تخـرج منـي ..تنفضـني عنـي ..كانـت تُْب َعـٍ مـن داخلـي آالم تشبه المخا ..بصيص من الضو يتسـرب إلـى المكـان ..تنسـاق إلى الضو ككاين نوراني انبعٍ من شراسة الموت"( .ح النسيان)
أما فيما يتعلـق بالتقنيـات األسـلوبية ،فقـد لـوحظ اسـتخدام المؤلفـة
تقنيـة السـؤا فـي كثيـر مـن القصـص ،وهـو مـا يؤكـد الحيـر الســيكولوجية
التي تعيشيا الم أر عامةً ،والعربية خاصةً .تقو :
"إلى متى؟ ..أيامي سرقتني ونسيت أم تناسيت أن أحياها؟! متى بدأت وأين وصلت؟..
8
متى ستكون لحكايتي نيايتيا؟!"( .شتا طوي ) "أتس ــخط عل ــى م ــا م ــرت ب ــه ..عل ــى ا الم والجـ ـ ار الت ــي ف ــرت
ميجتيا؟!
أم تحمــد اع عليــه ،فل ـوال ا الم والج ـ ار مــا كــان شخصــيا ومــا
كانت روعتيا؟!
أم ترضي وتحمد فيي لن تعيش مغيبة كمثيالتيا؟!
ثمنـا مـن آالم وجـ ار للحيـا ؟!". ه ما تعلمته استحق ما دفعتـه ً (شتا طوي ) واذا ما انتقلنـا إلـى لغـة الكتابـة نجـد كثـر اسـتخدام المؤلعفـة للفعـ المضـ ــارع فـ ــي بع ـ ـ
القصـ ــص الستحضـ ــار الصـ ــور وتجسـ ــيدها أمـ ــام
القــارو ،وكــأن األحــداٍ التــي تصــفيا مشــاهد ســينمايية متحركــة .ولنق ـ أر
قو المؤلفة مثالً:
"بعــد يــوم عمـ طويـ يحتــاج جســدها المرهــق إلــى حمــام ســاخن
يريحي ــا وينعش ــيا ..تخل ــع عني ــا ثيابي ــا ..وت ــدخ تح ــت المي ــا ..تغمره ــا القطرات الساخنة من رأسيا وحتى أخمص قدمييا ،تراها متجيـة بوجييـا
ألعلــى ..نحــو قط ـرات الميــا المتســاقطة ..تلــتمس لحظــة اســتجمام بــين سرعة القطرات ..قوتيا وح اررتيا..
تل ــبس قميص ــيا الاه ــري الرقي ــق ..تجل ــب م ــا تبق ــى م ــن أعمالي ــا
قدر من الطعام مع القيو فقد كانت ليا أعا رفيق. لتنييه وهي تتناو ًا 9
وهكذا يكون يوم عمليا قد انتيى ومع دقات منتصف الليـ تبـدأ األنثى المكبوحة بداخليا تفيق( ."..شتا طوي ) استخدام المؤلفـ ِة الجمـ َ بـدون حـروف عطـف فتتحـو كما يكثر ُ الجمـ النثريــة إلــى مجموعــة دفقــات شــعورية متتاليــة تحــبس معيــا أنفــاس
الق ار ،وهذا أثر من آثار شعرية الكاتبة .ومن ذلم قوليا:
"وتنسى احتياجاتيا خال تلم الساعات ..تنيـي عمليـا ..تحمـ
حقيبتيا ..تنـا متيادية على درجات السلم متجية إلـى سـيارتيا ..تركـب
الســيار ..ت ـري ظيرهــا علــى مقعــدها ..تغم ـ
عينييــا ألق ـ مــن دقيقــة
وكأنيــا تحــاو اســتعاد حيــا فــي اخــم العم ـ قــد فقــدتيا ..تتنيــد تنييــد
حاين ــة ..ت ــدير مف ــاتي الس ــيار وتنطل ــق قاص ــد بيتي ــا يعتريي ــا التع ــب.. منيكــة تنظــر حوليــا ..تحــاو أن تخطــف لحظــات مشمســة تــر ،عينييــا
من خالليا الحيا "( .شتا طوي )
وم ــن أكث ــر م ــا يالح ــظ عل ــى المجموع ــة القصص ــية أني ــا ُحبل ــى
بالرساي المباشر المراد توصـيليا إلـى القـارو ،وان عابيـا صـدورها علـى لسان الراوي وليس على لسان إحد ،شخصيات القصـة؛ إذ إن صـدورها
من غير الراوي يجع الرسالة أق مباشرً وأكثر فنيةً. نوعا مـن الحواريـة بـين الماضـي وقد نجحت المؤلفة في أن تقيم ً والحاض ــر ،فالمؤلعف ــة مـ ــن هـ ـؤال ال ُكتَّ ــاب الـ ــذين يكس ــرون أام ــان السـ ــرد ســردية ودالليــة .أمــا المكــان ،فتتعــدد اختيــارات
فينتقلــون بينيــا ألغ ـ ار شاطيا ...الخ. المؤلعفة له ،فقد يكون مكان العم أو منـاالً أو طريقًا أو ً 10
ـر مي يمـا مــن وفـي هـذ المجموعــة القصصـية يمثـ العنـوان عنص ًا
نوع ــت الكاتب ــة ف ــي اس ــتخدام عناص ــر تش ــكي الدالل ــة ف ــي القص ــة ،وق ــد َّ
العنـ ــاوين ،مـ ــن حيـ ــٍ وظيفتيـ ــا فـ ــي القصـــة ،فثمـ ــة عنـ ــاوين تشـ ــير إلـ ــى
مض ــمون القص ــة ،أو تُ ْس ــتَنبط م ــن مغ ااه ــا ،وق ــد تك ــون للعن ــاوين طبيع ــة إيحايية. وبعد ،فإن المؤلعفة وان كان يعواها الغوص في عالم القصة ُ أنموذجا القصير العميق ،فإنيا قدمت لنا – على صغر سعنيا – ً
متميا فيما يتعلق بالرسالة األدبية الكامنة و ار هذ المجموعة ًا قصصييا ٍ جسر للتواص بينيا وبين المتلقي بما القصصية ،ونجحت في إيجاد أحدثته من جد ٍ وردود أفعا ٍ تجا األحداٍ والشخوص.
11
()1 أنثى مع وقف التنفيذ
الفصل األول خواطـر أنثـى
استيقظت كعادتيا نشطة مستعد ليوم عم حاف جديد ..يوم يتكرر ك يوم مع اختالف جدو أعماليا ،ففي ك يوم هنام في
عمليا تجديد ..بخالف العم لم يكن بحياتيا شي يذكر ..
بدأت يوميا بالوضو استعداداً ذان الفجر ..أخذت تتوضأ
وتتمتم بذكر اع ورسوله ..كانت تغس وجييا بالما وكأنيا تتطير
مما لحق بيا من عذابات الحيا ،رمقت نفسيا في المرآ رمقة خاطفة
جعلتيا تعيد النظر مر أخر ،ولكن هذ المر نظرت لنفسيا نظر مطولة
..أخذت تتفحص نفسيا ..تنظر وتدقق والتساؤالت تعتصر قلبيا من أصبحت ؟..
والى أين ذهبت بي الحيا ؟..
كيف تغيرت مالمحي هكذا ؟ ..وكم مر علي هكذا من سنوات ؟.. وكما نقو مر أمام عينييا شريط حياتيا مرو اًر خاطفاً سريعاً
..استفاقت منه على صوت أذان الفجر وقد تنبيت أنه هنام صال تنتظرها ومالقا صباحية لوجه اع ..
تبدأ يوميا بأهم اجتماع عم قط ..اجتماع عم من نوع
خاص ..اجتماع مع وجه اع عا وج ..ولحظات ييدأ بيا قلبيا من هموم الحيا ..
16
في خشوع شديد أقامت صالتيا بين يدي اع ..ارتسمت على مالمحيا الماليكية بسمة رضا تعينيا على مصاعب الحيا ..انتيت من
صالتيا وها هو قد جا موعد قيوتيا الصباحية..
عاشقة مجنونة للقيو هي ..تسلب َّلبيا رايحة الحبيان الذايب
بقيوتيا ..
جلست ترشفيا باستمتاع شديد على ذلم الكرسي القابع بجوار
شرفتيا ..تستمع ألغنيات فيروا وتدندن معيا بصوتيا الحالم الحاين.. تنتظر شروق الشمس بعيني طف بري ينتظر الفجر منذ امن بعيد.
تنيي قيوتيا ..تخلع عنيا حلتيا لتلبس حلة الواقع وتعود مر
أخر ،لتسابق الحيا ..
تقف أمام المرآ تضع على وجييا اللمسات الجمالية
األخير
..تنظر بثقة لنفسيا ..تمسم حقيبتيا وتخرج من مناليا وعلى وجييا نظر تتحد ،بيا مصاعب الحيا ..
أنثى هي مع وقف التنفيذ ..فأنوثتيا قيد الحصار مابين ذكور
غبية ومتاريس الحيا .. تكاف
من أج
عمليا ..وألنه أصب
الشي الوحيد الذي
يعينيا على وحدتيا ..الشي الوحيد الذي يكسر ولو لبع
الوقت
وطأ رغبتيا ..فقد ابتلع عمليا واقعيا ..أصبحت األمنيات واألحالم
رفاهية غير متاحة لمثيالتيا في الحيا .
17
فقدت حقيا في أن تعيش كام أر ..فقدت حقيا في أن تحب
وأن تصب اوجة لرج يغير بعينييا مفيوميا عن الحيا ..فقدت حقيا
في لمسة طف يمسم بأنامليا ..يتيجأ اسميا ..يحتضنيا بين ذراعيه
الصغيرين وينادييا أما .. كانت نظرات الناس تقتليا ..فلم يكفييم الكالم ب وجيوا ليا أصابع اللوم واالتيام..
ألنم تعملين لم تتاوجي...
ألنم تفكرين لم تحبي..
لو أنم قبلتي بأي رج جا م ما كنت ا ن بال حيا .. أخذوا يعيبون علييا حتى رغبتيا في قبو أو رضا وحين نطقت
بكلمة التفاهم ..نظروا إلييا وكأنيا ارتكبت خطيية ..أنكروا علييا أبسط حقوقيا في ايجة لمد ،الحيا ..حاكموها وأصدروا األحكام بأنيا
صاحبة الذنب ..فأعلنت على مجتمعيا العصيان..
"نعم أنا ام أر ولكني لست اليوم بمدان ..ولتعلموا أني أنثى رغم أنف األامان" ..
18
***
الفصـــل الثـــانـــي شتاء طويل
هي خليط ساحر ويتجلى هذا في عمليا ..فيي محط إعجاب الجميع ..منيم من ير ،بيا أنوثتيا ومنيم من تسحر ببسمتيا وآخرون
يحبون أسلوبيا وطابعيا وجرأتيا ..وان اختلفوا جميعاً على ما يجذبيم
إلييا ولكنيم لن يختلفوا على أنيا متميا بين مثيالتيا. مر يوم العم
بين اجتماعات ومقابالت ،أوراق وضغوط
وكثير من المكالمات ،حتى أنيا تنسى نفسيا وتنسى احتياجاتيا خال
تلم الساعات ..تنيي عمليا ..تحم حقيبتيا ..تنا متيادية على
درجات السلم متجية إلى سيارتيا ..تركب السيار ..تري ظيرها على مقعدها ..تغم
عينييا ألق من دقيقة وكأنيا تحاو استعاد حيا
في اخم العم قد فقدتيا..
تتنيد تنييد حاينة ..تدير مفاتي السيار وتنطلق قاصد بيتيا
يعترييا التعب ..منيكة تنظر حوليا ..تحاو أن تخطف لحظات
مشمسة تر ،عينييا من خالليا الحيا ..
تص إلى وجيتيا ..تركن السيار ..تحم الحقيبة متجية إلى
باب مناليا ..تلقي التحية بحنو وتواضع على اوجة الحارس ..
تدل بناته تخرج لين الحلو ،من حقيبتيا ..دوماً كانت حريصة على
أن تشتري الحلو ،رفقاً بك طف يقابليا في أي وجية تقصدها..
تلقي التحية وتستأذن قاصد باب شقتيا ..تفت الباب وتلقي
السالم والرحمة على مخلوقات اع التي ال نراها وال نسمعيا ..تفرغ 20
حقيبتيا ..تصنف ما ينتظرها من أعما ..تتجه للحظة ميمة تحلم بيا وتنتظرها..
بعد يوم عم طوي يحتاج جسدها المرهق إلى حمام ساخن
يريحيا وينعشيا ..تخلع عنيا ثيابيا ..وتدخ تحت الميا ..تغمرها القطرات الساخنة من رأسيا وحتى أخمص قدمييا ،تراها متجية بوجييا ألعلى نحو قطرات الميا المتساقطة ..تلتمس لحظة استجمام بين
سرعة القطرات ..قوتيا وح اررتيا..
تلبس قميصيا الاهري الرقيق ..تجلب ما تبقى من أعماليا
لتنييه وهي تتناو قدر من الطعام مع القيو فقد كانت ليا أعا رفيق .
وهكذا يكون يوم عمليا قد انتيى ومع دقات منتصف اللي تبدأ األنثى
المكبوحة بداخليا تفيق..
وفي الساعات األولى من يوم جديد تقف تلم األمير العذبة
المالم في شرفتيا صامتة تتأم الفضا البعيد ..يعلو وجييا خليط من المشاعر في ماهيته غريب ..فال يسعم أن تعلم ه هي حاينة أم
سعيد ؟! ه تبكي أم تضحم؟! ه تكترٍ أم احتليا شعور الالمباال
الرهيب؟!..
تقف في رداييا الاهري سادلة شعرها البني على كتفييا ينبعٍ
من عينييا العسليتين شي غريب ..شي مجيو يجعلم تنجذب
إلييا ..ونسمات اللي الساهر تداعب خصالت شعرها ،تتيافت .. 21
تتسابق حاير أييما تلمس شفتاها أم وجنتاها ..تقف ناظر للكون الساكن ..للشارع اليادو وبداخليا مشاعر مآلها تعتصرها ..تستعيد ذكريات حياتيا ..تتسا
وتتسا
وال تص كالعاد إلجابة ترضي سريرتيا..
تحدٍ نفسيا بأحداٍ مضت ومواقف وأناس فييم من ْأرَدتْيُم وفييم من ْأرداها ..مواقف صنعتيا ومواقف كادت تيدم بنيانيا .. ظلت تفكر وتفكر حتى توقفت أمام سؤا ظ يتردد على ذهنيا .. يشغ باليا ..يحيرها بتعدد أشكاله وأساليبه وظيور بعينييا..
إلى متى؟ ..أيامي سرقتني ونسيت أم تناسيت أن أحياها ؟! متى بدأت وأين وصلت ؟..
متى ستكون لحكايتي نيايتيا ؟!
وفجأ ساد الصمت والتركيا بذهنيا الحاير ..والحت أمام
عينييا نقطة البداية أم أقو البدايات ؟!!
وجدت أن حياتيا تحتوي على عد بدايات ..بدايات ال يمكن
إ غفا أو إهما إحداها فكليا ساهمت في وجود تلم الحيا ..ساهمت في وجود أناس وفراق أناس وآخرون ما اا موقفيم مجيو من دنياها.. أتسخط على ما مرت به ..على ا الم والج ار التي فرت ميجتيا؟!
أم تحمد اع عليه ،فلوال ا الم والج ار فما كان شخصيا وما كانت
روعتيا ؟! 22
ه تسخط على لحظة علمت بيا مكنون الحيا وماهيتيا ؟! أم ترضى وتحمد فيي لن تعيش مغيبة كمثيالتيا ؟!
ه ما تعلمته استحق ما دفعته ثمن من آالم وج ار للحيا ؟!
تصمت قليالً وكأنيا تكب تساؤالتيا ..تشد علييا األغال ..تقيدها
داخليا ..تتنيد تنييد طويلة ..تنظر عيناها للسما ..تقطر من عينييا دمعة حاينة وتيمس شفتاها الحمد ع ..الحمد ع.. آخر ما تستقر صورته بعينييا هو وجه القمر وضو
صفحات ليليا القاسي الطوي ..
الفضي على
تلملم أشال ها وقد تيالم عقليا من األسيلة ..تدخ لتستقر في سريرها تتمتم بأذكارها ..تغم
للعق فلجسدها..
جفنييا ..تلتمس راحة إن لم تكن للقلب أو
"تمر على حيا األنثى فصو السنة األربع وكان هذا الفص شتا أنثاي الطوي "..
***
23
الفصـــل الثـــالـــث حلم يداعب عتم الليل
جلست على الشاطئ الصخري المجاور للقلعة بمنطقة بحري َ ..
أمام البحر مباشر ..تستمع ليمس البحر وحكايات اليوا الحر الطليق
..كانت طيور النورس تحلق فوقيا تاين سما لوحتيا بذام الفضا
الفسي ..متأملةً المد ،البعيد ،تتردد على مسامعيا أغنية فيروا “كيفم أنت” تحمليا الكلمات إلى أو دقة قلب ..أو رجفة جسد ..أو
لمسة يد ،حملتيا إلى نفس المكان منذ امن بعيد ..
كانت تجلس نفس الجلسة وبجوارها حبيبيا الوحيد ..رجليا
األو واألخير ..تذكرت تسارع دقات قلبيا ..ارتعاشة أنفاسيا مع أو
لمسة يد من يد الحبيب ..تذكرت التقا نظراتيما وذام الشوق الرهيب .. كلماته الرقيقة واهر حم ار يداعب بيا مالمحيا بفي ألعتى القلوب يذيب.. مع هذا الفي
من الحنان
الحاني ..مع الذكريات أغمضت جفنييا
للحظة مبحر مع حبيبيا إلى سما خيالي بعيد ..أمسم يدها ..جذبيا بر ٍ قة إلى صدر ..أ ار رأسيا على كتفه ..احتواها داخله وبحنو شديد راقصيا ..رقصا ..تداعبا ..ضحكا ..وتضاربا ،تبادال نظ ارت تمألها أشواق دفينة من امن بعيد ..سمعت صوته يردد على مسامعيا أحلى
كلمة ..كلمة هجرتيا منذ أمد بعيد ..سمعته ييمس بأذنييا “أحبم” .. وشعرت بشفتيه تلمس في رقة وحرار وجنتيا ..شعرت قشعرير
26
تياجميا ..تالا حصونيا ..تمتلكيا ..شعرت بذ ارعيه تجتذباها بقو إلى صدر ..
وفجأ انتبيت على صوت بايع الشاي والقيو يسأليا بماذا
يستطيع أن يخدميا ..فتبسمت وطلبت فنجان من القيو اعتادت عليه في وحدتيا يؤنسيا ..
تنيدت تنييد قوية ..تنييد عاشقة أذابتيا الذكريات ..
ونظرت للبحر بعينييا مبتسمة وكأنيا تسأله يا تر ،كيف هي الذكريات مع حبيبي ؟..
صمتت في سكينة واالبتسامة تعلو وجييا ..تأملت صفحة
البحر الصافية وأمواجه اليادية ..شعرت بيا تنب مااالت هنام فرص للحيا .
وكأنيا تخبرها بأنه
وتأكيداً على رو المر للكون المحيط والتي أصر أحد طيور
النورس أن يثبتيا بحرار ففع فعلته على قميصيا والتف هارباً في الفضا البعيد ..مما أثار ضحكيا فقيقيت وكأنيا قامت من ثبات
عميق..
شربت قيوتيا ..وهمت قاصد ً مناليا ..ركبت سيارتيا ..مدت
يدها لتشغ الراديو فإذا بصوت فيروا يشدو بآخر مقطع من أغنيتيا
"ترجع ع راسي رغم العيا والناس ..أنت األساسي وبحبم في األساس ..بحبم أنت" ارتسمت على شفتييا بسمة تمألها السعاد ..
27
أدارت مفاتي سيارتيا ..راضية عن يوميا تمأل السعاد قلبيا متجية إلى مناليا ..انطلقت بالسيار ..داهمتيا احمة المواصالت والسير فقد كانت هذ ليلة الجمعة ..توقفت بإحد ،اإلشارات ..
لم تبا بك هذا المل وال بتلم الاحمة الخانقة..
وفجأ جذب مسامعيا صوت لم تحلم حتى صدفة أن تقابله ..
نظرت إلى مصدر الصوت ..السيار المجاور لسيارتيا لتجد أميرها رب أسر تجلس بجانبه اوجته ويحيطه أطفاله وصوته يعلو غاضباً
ثاي اًر على احمة المرور أو على اخم الحيا ..
تحملق فيه وهي مذهولة مما رأت ومن صدفة انتظرتيا مطوالً
وتمنتيا على مدار الليالت ،من حلم ظ يداعب عتم ليليا في تلم
الحيا ..
فتحت اإلشار وانطلق هو بسيارته مختفياً بين جموع السيارات
..ما كان منيا إال أن ركنت جانباً محاولةً استرجاع ما خار من قواها .. سكنت للحظات ..تيقنت أنيا اليوم تعلمت درساً جديداً ..
تعلمت “أن الحيا ال تقف عند شخص ميما كانت أهمية ما لعبه من
دور في حياتنا وأن العمر ال ينتيي إال بالممات".. ***
28
الفصـــل الرابــــع أمس انتهينا
حبيبي ..أحببتم كثي اًر ..وتناالت ألجلم وألج
رغباتم
ورضام كثي اًر ..ولكنم لحبي ما قدرت ..توسمت بم الخير فلم أجد .. ولكنني لم أفقد يوماً األم في أن يستنفر حبي من داخلم الخير..
كنت تقتلني مع ك لحظة ..إما بتجاه أو بخيانة وكنت أحملم بصدري اهر تلتمس الحيا ..تنتظر قطر ند ،ما جا ت قط ..أعلم
أنم ال تلقي لي باالً وأنم قد ال تتذكرني ،وكثي اًر ما تسا لت ماذا كنت بحياتم ؟! وه يوماً ولو عرضاً على أفكارم وردت؟ !..ك ما أعلمه هو أني ما تمنيت سوام وأنم بك أنثى سواي افتتنت ،وختام كلماتي:
"أنم من عمري أكثر من وقتم أخذت"
كان هذا نص خطاب كتبته أنثاي لحبيبيا بعد أن عادت إلى
مناليا بعد يوم حالم ومضني في نفس الوقت ..أنيت خطابيا .. وضعته في ظرف وردي معطر بشذا عطرها َّ ..قبلت الظرف بشفتييا
قبلة وداع حانية ..انطبع أثر أحمر شفتييا على الظرف مؤكداً قبلة
وداعيا ..تركت الظرف على مكتبيا ..قامت لتغتس وكأنيا تود أن تاي آثار الماضي عنيا ..تود أن تتخلص من أحماليا ..أنيت
حماميا الساخن ..جلست قرب شرفتيا ممسكةً بيدها فنجان قيو
لطالما في أشجانيا رافقيا ..تتأم السما وتأللؤ نجماتيا ..تستمع
إلى صوت كاظم الساهر يشدو بكلمات ساحرته:
30
الليلة إحساسي غــريب ..عاشق وأنا مــالي حبيب
حبيت كل الناس المونـي ..حبيت كل أحبابي فاتوني قولت أحب الحب أحسـن ..قولت أحب الحب أضمن ال أحن وال أذوب وال بعد اليوم أحزن
ط َرب للكلمات .. ياله من صوت وياليا من كلمات ساحر ..تَ ْ تشعر بأنيا أخي اًر تحررت من أهم وأقو ،قيود ماضييا وأنيا في تلم
اللحظة عاشقة للحيا ..عاشقة لنفسيا ..حتى أنيا قد تكون بالفع
عاشقة ولكن بال عاشق يشاركيا كونيا.. جلست ُم َمِد َد ً قدمييا على كرسي مقاب ليا ..تضع يدييا خلف رأسيا متكأ بظيرها على ظير مقعدها ..تتالعب النسمات
بخصالت شعرها ..ينعكس على وجييا ضو القمر الساحر ..
جلست كلوحة ايتية آية في الجما وكأنيا تتحد ،الكون بروعة
أنوثتيا ..أنيت قيوتيا وشرعت بوضع اللمسات األخير على تلم اللوحة الفايقة الجما بنظر للكون الساكن بيدو ورضا وصبر جمي يتجلى
بعينييا ..أغلقت شرفتيا ..دخلت غرفتيا ..استقرت على سريرها ..
تلت أذكارها ..أغمضت عينييا ..ارتسمت على مالمحيا ابتسامة تحير العقو في ماهيتيا ..قضت ليلة هادية ..وراحت في ثبات عميق
ألو مر منذ امن بعيد ..
31
استيقظت باك اًر لصال الفجر كعادتيا ..مستقبلةً يوم جديد
بطيرها وب ار تيا ..ارتدت أحلى ما عندها ..تاينت كما لم تتاين في
حياتيا ..كانت كالبدر تشع جماالً وأنوثة ..تتألق الحيا في نظراتيا
..أخذت الخطاب الملقى على سط مكتبيا ..نالت مسرعة من مناليا متجية لمؤنس حياتيا األوحد “عمليا"..
في طريقيا للعم توقفت للحظات عند شاطئ البحر ..ألقت
الخطاب توقفت لثو ٍ ان تراقب األمواج تتخطفه ..تتقاذفه حتى اختفى كلياً ومعه حكاية انتيت في عر
البحر ..
خال تلم اللحظات مرت بعينييا أحداٍ قصتيا كاملة أمام
عينييا وكان آخر مشيد منيا يحم
صور لحبيبيا يترم يدييا..
تبسمت برضا ..إْلتَفت عايد إلى سيارتيا ..أدارت مفتاحيا “ ..أخ فعلتيا اوبة !! “ ..يا إليي لماذا تصر اوبة أن تثبت صالبة رأس في أوقات حرجة وميمة فقط عندما أحتاجيا ..ياليا من سيار عنيد صلبة الرأس كصاحبتيا ..ترجلت من السيار ونظرت ليا نظر اختلط فييا
الغيظ بالضحم ..ضحكت ضحكة ساخر مجلجلة ..ضحكة لم تعرف
منذ امن طريقيا ليذا القلب ..سخرت من الموقف ونظرت لسيارتيا
وقالت“ :كد برد يا اوبة ..ماشي يا ستي ..كد برد هنت عليكي
..عموماً أنا كمان هسيبم وأرو شغلي واستنيني بقا يا هانم لما ارجع أخدم" .. 32
وقفت تحاو أن توقف تاكسي ..إال أن ك التاكسيات أبت أن تقف وكأنيم تآمروا مع تلم العنيد اوبة..
وفجأ توقفت سيار ..انبعٍ من داخليا صوت ذكوري أجش
راين يقو ليا “اركبي يا آنسة” ..نظرت لتر ،من تج أر ووجه ليا تلم الدعو بالصعود لسيارته ..يوووو كما !! ..ميندس كما اميليا
بالعم ..شكرته وأبت بحجة أنيا ستوقف تاكسي وكأنه أمر سي .. فأصر بشد وبما أن الوقت كان قد أاف وكانت على شفا حفر من
التأخر عن العم فقد قبلت دعوته ولكن على مضد ..وأخذت تختلط بداخليا مشاعر االمتنان والسخط مغلفة بالخج ..ولكنيا مضطر ال
محالة وك ذلم بسبب اوبة هانم وأفعاليا ..والحقيقة أن ما كان يحيم بصدرها تجا كما كان شعور متباد أي كما يقو المث “ :من القلب
للقلب رسو ” رغم أن كالهما لم تجمعه با خر صدفة أو حتى محادثة عابر من قب ..
جلس ك منيما يحاو دفع نفسه لتنطق بكلمة شكر أو ترحيب
أو موضوع عم يغير األجوا ويكسر جدار الصمت الرهيب ..حتى
تشجع كما
مباد اًر بالقو “ :منذ فتر لم أرم في الشركة حتى أني
اعتقدت أنم ال تأتين أو أنم لشركة أخر ،انتقلت” ..فأجابته بحد
واعت ار
“ :نعم!!” ،فارتبم كما وساد مر أخر ،الصمت ،أحست
أن رد فعليا جا ت حاد مبالغ فييا وأنه فقط حاو أن يتكلم ليكسر 33
البرود والخج
في مالم
وجييا ..فابتسمت ابتسامة حلو عابة
وكانت قد تذكرت أنيا سمعت باألمس امي
كما
في العم
يبلغ
اإلدار بأن كما إجاا عن ذام اليوم ..فأسعفيا ذكا ها ..وقالت له
“ :نعم قد أكون أنا من ال تأتي ولكن لتذكرني هكذا أين كنت أنت باألمس؟؟” ..فابتسم ابتسامة خج ونظر أمامه ..ساد الصمت مر
أخر .. ،أخذت نفس ك منيما تراود أن ينطق وفي نفس الوقت اتخذ كالهما القرار متكلماً ..التقت عيناهما ..تخاطبا معاً بالعين مخلفين
جواً غريباً وكأن الامن توقف للحيظات وال يوجد بالكون سواهما ..لم ٍ يفيقا إال على إنذار سيار تستعج مسيرهما ..فنظ ار في خج ٍ شديد لبعضيما ..ثم انفج ار من الضحم تاركين ما كان باألمس لألمس ..
مقبلين على يوم جديد ..موقنين “أنه دايماً وأبداً سيظ هنام أمس
يسبق اليوم وغد جديد يحي اليوم لألمس" ***
34
الفصل الخامس إعتقــال حلم
طوا ثالثة أسابيع وك ما يجمعنا هو نظرات خفية وابتسامات سرية ،ثالثة أسابيع شعرت فيين أني عدت مراهقة تعتريني مشاعر
اهقَة العتية ،أخذت أنتظر خطوته األولى وأتسا المر َ ت منسية؟! أص َب َح ْ حلم أم حقيقة ؟! ه انتيت أيام الوحد و ْ
ه ما أحيا
كم هو جمي أن تستشعر لذ الحب بعد سنين الوحد
القوية
..سعاد ال توصف تعتريني ..تغطي مالمحي ..تكاد تفضحني عيناي .صبا جديد يبدأ بإطاللة فيرواية ..ورايحة الحبيان تفو من
قيوتي الصباحية ..أخرجت حلتي الاهرية من الخاانة ..شعرت داخليا أني اهر عادت َنِديَّة ..وضعت اللمسات األخير من عطر ساحر وأحمر شفا متأللي ..تجملت وتألقت حتى أني من اهوي شعرت أني نجمة هوليودية ..
اليوم لن أركب المصعد هبوطاً فقد قررت أن أتياد ،على
درجات سلمي وكأني أمير عربية ،ومع أو إطاللة لي خارج باب البناية تقابلني النسمات بحفاو للحيا مغرية.
انطلقت بسيارتي متجية إلى مقر عملي ..ركنت السيار
وتياديت حتى باب المصعد وقفت انتظر ناوله وقد أخجلتني نظرات من حولي من الامال وهمسيم وال أخفي عليكم لكم أسعدني ذلم فمنذ
امن طوي هجرت تلم الحيا .
36
ما أن وص المصعد حتى باغتتني يد تفت بابه وصوت أجش أعشقه ييمس في سحر “تفضلي” ..أشحت بنظري إلى مصدر
الصوت فإذا به “كما ” في أبيى حلته كأمير أسطوري تط من عينيه تلم النظر ا ثر السحرية .صعدنا سوياً ونا ك من رافقنا في دور
وعلى غير العاد لم يتبق سوانا صاعداً إلى الدور الذي أعم به .. كنت أنظر لألسف في صمت وخج شديدين ،فبادرني بقوله حذا
جديد ها؟ ..وابتسم ابتسامة المداعب فتبسمت في خج أحمرت وجنتاي فسألني أن أسم
شديد وقد
له بأن يياتفني اليوم بعد انتيا
ساعات العم فتسمرت صامتة أمام سؤاله فانفجر ضاحكاً فقد كنت
أشبه حينيا فتا لم تبلغ العشرين من عمرها ..أعاد علي سؤاله مر
أخر ،فأومأت برأسي في خج شديد موافَقَةً وعدت لصمتي مر أخر، حتى أنني من خجلي لم انتبه إلى أنه ينتظر أن أعطيه رقم هاتفي ..
ٍ مباشر قايالً" :إذا ه لي برقم هاتفم" وتبسم تلم فإذا به يطلبه بشك االبتسامة المداعبة مر أخر .. ،نا كالنا من المصعد وتوجيت إلى
مكتبي وقد انتابني شعور شديد بالنشو والبالهة في آن واحد ..وقد أخذت أعاتب نفسي ..ماذا عساي فعلت؟! ..ولماذا تسمرت أمامه
هكذا؟! ..كم أنا بليا كيف له أن يتص بي دون أن أعطيه رقم هاتفي ..يالي من فتا غبية!!
37
مر اليوم وأنا أتحرق شوقاً النتيا ساعات العم من أج تلم َّ
المكالمة ..حتى أنني غرقت في أحالم يقظتي ومن فرط السعاد شعرت أني أطفو فوق األر
ال أسير علييا ..أتودون الحق كنت
كشخص كاد يموت عطشاً في صح ار قف ار ثم وجد نبع أو ت ار ،له
ذلم فانساق و ار هالوسه وأوهامه..
انطلقت الصافر معلنةً عن انتيا يوم عم طوي ..ركبت
سيارتي مسرعةً إلى مكان لطالما قصدته في وحدتي ،مكان ساحر في المنتا على شاطي البحر مباشر ..ركنت سيارتي ونالت ألجلس على السور المط على البحر ونظرت حولي ألجد ك ما عيدته قد تغير فقد أضفى بصري عليه من الحيا لباس ناب
جديد .
رن هاتفي ..سمعت صوته ألو مر ..أصاب الجنون دقات قلبي ياله من صوت ساحر ..تحادثنا طويالً ..شعرت وكأنني أعرفه منذ
امن طوي ..تكلمنا في ك شي ..كانت مكالمة ساحر بحق. توالت المكالمات وفي إحداهن طلب مقابلتي وقد كان
..وياليا من مقابلة..
أتذكر أني أخذت أتحضر لتلم المقابلة طوا
بالفع
أربع ساعات
متتالية ..تأنقت في ثوبي األحمر ووضعت عطري الباريسي الساحر
..طليت أظافري بذام اللون األحمر الدموي الفاقع ..كنت أنثى بك
ما تعنيه الكلمة من معنى ..وكان هذا ما قرأته من بريق عينيه عندما 38
رآني ..فقد وقف متسم اًر في مكانه مأخوذاً بسحري ..أجلسني وجلس
أمامي يتأملني في انبيار شديد ..حتى أنني شعرت بنبضاته تتسارع
وكأن قلبه يضخ دمي ..تكلمنا لساعات تالقت أعيننا في أحلى
اللحظات ودون أن ننتبه جا موعد الرحي ..هممت للرحي فاستوقفني راجياً أن أعد بموعد آخر ..وقد كان له ما طلبه فلم يكن ذام الموعد األخير ..توالت المواعيد وهمنا سوياً في بحور العشق والخيا ..
تغيرت حياتي تماماً ..انقلبت رأساً على عقب ..لم تعد هنام
وحد ولم أعد أقضي ليلي في آالم مرهقة..
أتذكر أن أو ما جذبني لكما هو مظير الساحر ونظرته
الماليكية ولكن هييات بين الحقيقة والواقع فقد بدأ ك شي في التغير
لألسوأ بعد لحيظات ..بدأ "كما " يعاملني بخشونة وقسو ال متناهية وكأنه كان ينتظر امتالم قلبي حتى يأخذ في َجْلِد ِ وتعذيبه ..تغير "كما " تغي اًر شديداً حيٍ بدأ ُي َععي ُرنِي بنجاحي وتمياي في عملي وكأنه وصمة عار وعيب في حقي ..شعرت بأني ال أعرفه وكأنه أصب
شخصاً آخر وكنت أجي أي سبب لك ما يفعله.
أخذ جمالي يناوي ..تبدلت إطاللتي من السعاد إلى الحان
والوهن ..شحب لون وجيي وأسود أسف عيني من كثر السير أو
بكلمات أدق من كثر البكا واأللم ..وتسا لت ه يمكن أن يحدٍ
39
هذا؟! ..ولماذا؟! ماذا ارتكبت ليقسو علي هكذا؟! ..ك ما فعلته هو أني أحببته ..وحلمت معه بطف يختلط في عروقه دمينا.
اشتد سو المعاملة من كما وكلما اشتد إيالمه لي كلما ااد
تضرعي ع أن يعيد إلي وأن يسعدني وايا ..لطالما سيرت اتضرع لربي ..لطالما رفعت يدي للسما في الليالي الممطر داعيةً جبار الخواطر أن يجبر ضعفي..
أسا كما معاملتي فشعرت بأني أمير وقعت في أسر ملم
مغولي على القير قدير ..تحولت من أمير إلى سبية على يد كما
ولألسف فعلى قدر ما كنت عطشى للحب وعلى قدر ما نيلت منه ..
على قدر ما تحو حبه كالسم يسري في دمي. لم أعرف ماذا أفع
..سلب مني إرادتي ..أصب
دايي
ودوايي ..كنت أفع أي شي لينظر إلي نظر رضا ..حتى أني فكرت في التناا عن ك ما هو ناج في حياتي ..فكرت في التناا
عن ك ما مياني عن مثيالتي ..
تالعب بي كما يحلو له ..فكان ييادن وقتما يحتاج حناني أو
يشعر أني بالبعد اتخذت قراري ..ويكشر عن أنيابه وقتما يشبع ويضمن بقايي.
ظلت عالقتنا هكذا في شد وجذب حتى فا
الكي وجا يوم
صارحته فيه بك شي ..خيرته بين أن يرتبط بي ويعاملني كما تملي 40
منالتي أو يتركني
خر يقَّدرني ..ولكن تيقنه من أنه ملكني جعله
يباشر في لعبة الميادنة وبسذاجتي وطيري أخذت أسب
في عيود
الكاذبة وأحالمي بالقرب منه حتى تكلمنا ليلة وعندما كنا نتحادٍ سألته في ب ار
حالمة ه سيأتي اليوم الذي أحم فيه اسمم وأنعم بقربم
وأحم داخ أحشايي طف من دمم ولحمم ؟! ..وما لبثت أن أنيي
كلماتي حتى كشر عن أنيابه وانقلب ك شي رأساً على عقب وقا لي
لماذا ك ما يشغ بالم هو الاواج ؟!
حقيقة ذهلت من رد فعله ..وهالني قوله فسيطر علي
الصمت طويالً ..أخذ ينيرني ويرميني بتيم كثير ال أص ليا كقوله أني أنانية وأني ال أراعي ظروفه وأني ال أحف بوضعه وكلمات غريبة ال أعلم ليا أصالً ،حينيا سألته في ضعف لماذا تود أن تحرمني حقي في أن أكون اوجة لم؟! لماذا تحرمني حقي في حلم تتوق إليه ك فتا
على وجه األر ؟! ..حينيا نيرني مر أخر ،قايالً أي حلم ذام أال
تسمعين كالمي ه
أنت صما
..أنت أنانية إلى حد أنم ال
تستطيعين سماع شي سو ،صوت نفسم ،حينيا وحينيا فقط باغته
قايلةً في حام وقسو شديدين من فضلم ال أود أن أكون حبيبتم ..
فأجابني في تراجع شديد أنا لم أقصد ذلم ..أنت من اضطرني للكالم
هكذا ..فأجبته أرجوم أغلق وال تتص بي مر أخر ،فمن أحببته مات
منذ اللحظة ..أغلقت الياتف في هدو دون انتظار الرد.
41
أتذكر أنني لم أعش ليلة أحلم من تلم الليلة ..فقد شعرت حينيا أني انكسرت وأن كرامتي أهينت وانتيكت بشد ..شعرت بأن
بكايي ال يريحني ب يايد من نار تأك أحشايي ..تتخطفني ،شعرت
وكأن ك أحالمي قد تم اعتقاليا ونفيت في أبعد منفى على وجه األر ..كانت ليلة عصيبة قُتِْلت فييا ألف مر ..
فجأ صمت الكون من حولي وال صوت يعلو على صوت
عقلي ..حينيا رأيت نفسي أجلس في ااوية معتمة من حجر حالكة
الظلمة ..أشعر أني وحيد بشد ..وفي ذلم الوقت فقط أيقنت “أن العالقات القوية ال تبنى على عطش للحب أو توق لسراب ..ب تبنى
على تكافؤ في الشخصيات وعلى أسس عقالنية سليمة حيٍ ال يتعار ذلم مع راحة النفس والحب” .وتعلمت أيضاً “أن الرج ال يقيم بمظير أو بكلمة مليحة تخرج من فمه ..الرج هو من يتحم
مسيولية ك حرف يتكلمه” . أما عن “كما ” فيقيني أنه سيتعلم َّ أن من يجر شخصاً فإنه بالضرور يخلف في نفسه هو ا خر تشوهاً ال يشفى أبداً فيذا يتعار
مع طبيعتنا البشرية ،فقد خلقنا بش اًر ال وحوش ضارية تنيش عبثاً" . ***
42
الفصل السادس واألخير وتبسمت األقدار
لم يعد الوضع كما كان وما عادت الوحد تقو ،على دور
ت أيامي السواد الكبت ..ك شي انيار وكأنني يوماً ما كنت ..اتَّ َش َح ْ وألشير جافاني النوم ..كنت أقضي اللي جالسة أحتضن ساقاي داخ صدري من شد البرد ..كانت أوصالي ترتعش من الوحد ..من
انكسار النفس ..من قير القلب ،كنت أقضي ساعات وساعات في جوف اللي
أنظر للسما وأرتعد من شد الخوف ..لم يفارق الدمع
عيني ألشير طويلة ..حتى انطفأ بعيني هذا الوهج واختفت تلم اللمعة َّ ..انمحت أي ابتسامة رافقت ثغري وعانت مالم وجيي من ظال الحان وكنت كرفا بشر ..مرت أيامي متشابية ال جديد وال تغيير ..
آالم مستمر متجدد ونظرات حاد ممن حولي ..وكلما َو َه ْنت كلما احتدت في أعين من حولي التساؤالت. علي أيام وأيام وكنت كلما جلست وحدي يشرد ذهني مرت َّ بعيداً ،كنت أعم بجد ولكن ظاهري كاألحيا األموات ..لم يعد ألي
شي معنى ..ماعدت أصبو لاواج وما عادت تعنيني ضمة طف ومع الوقت فقدت حتى القدر على البكا ..هجرت ك متع الحيا وكنت
كلما تألمت بذلت في العم أضعاف الجيد.
اادهرت حياتي العملية كثي اًر وفي وعملي تألقت ..كنت أشبه
بنجمة يتطلع إلييا من حوليا يتيافتون علييا يتوقون للمسيا وال يملكون
44
في ذلم حوالً وال قو ولكنيم لم يعلموا أن تلم النجمة تجلس في ظالميا المعتم وحدها وأنيا رغم إشعاعيا جسد معتم ال يعلم طريق للضو .
فقدت ميارات التواص إال فيما يخص العم وأصب تواصلي
مع الحيا كتواص طف أصم أبكم ..ثم جا ذام اليوم وكان في أوله ال يختلف كثي اًر عما سبقه أو هذا ما تخيلته ..
كنت جالسة بمكتبي أتابع عملي على جياا الكمبيوتر الخاص
بي واذا بشرودي داهمني ..وجدت نفسي أجلس وحدي في غرفة حالكة الظلمة ..شعرت بقير وذ وهوان ما عيدتيم من قب ..أخذت أحادٍ نفسي ..ه هذ هي النياية ؟! ..ه هكذا سينتيي األمر؟!
..نعم الوحد قدري ..تقبلي قدرم ..أال تفيمين أن اع من عليكي بك شي ..ك شي إال الحب ..ك شي إال طف يسر القلب ..
ك شي ..ماعدا ك شي ..احتدت نفسي علي وترقرقت من عيني
ت ك صوت بالكون.. ص َم َ ص َمت و َ دمعة و َ أحنيت رأسي في استسالم لقضا اع ..حمدت واستغفرت ..
لم أتم حمدي حتى باغتني جرس الياتف ..صوت يعرفني ولكني ال
أتذكر ..سألته من المتكلم ..أجابني باسمه ورغم أنه أخبرني اسمه ثناييا إال أني أخطأته ..ولكني بعد أن أخطأته تذكرته ..يااااا شخص
مر بحياتي مرور الكرام ..شخص أقرب إلى مالم يمشي على األر
45
..شخص رغم أني من دون قصد جرحته إال أنه ما َخلَّفَني جرحاً قط ..هالني الموقف وصدمتني الدهشة.. ألقى علي السالم في شوق وحنو شديدين ولم أكن أعلم حينيا
أنه مع سالمه ألقى إلي بطوق نجا من بحر هايج في لي
قاتم
طوي ..وما أن أنتيى من سالمه حتى ألقى علي سؤا صادم لم أكن أتوقعه أو حتى أتخيله ..فقد طلب يدي للاواج!!!
اندهشت ومن دهشتي داهمني الصمت ..أعاد عرضه وكنت
ال أفكر حينيا سو ،فيما كنت أحادٍ نفسي به منذ لحظات وكيف
استطاع سماعي ..كنت أصرخ فيعود صوتي خايب الشطآن ..كنت
استنجد وال مجيب كايناً من كان ..كيف رأ ،دموعي وهو ال يراني ومن حولي عني في غياب ..أخذ يحكي لي كيف أنه لسنة كاملة كان
يفكر بي ويشعر بحالي ..أخذ يبثني شوقه ولوعته ويخبرني حاله
وأحالمه ..كيف أنه قضى الليالي متضرعاً إلى اع تعالى أن يقربه
مني ويقربني إليه ..كيف أخذ يحلم بلقايي وبقربي منه .
متارعة بعملي وبمن حولي وفجأ وبصعوبة تملصت من سؤاله َّ
وأغلقت الياتف وجلست مذهولة مما حدٍ ..ال أصدق أذني..
ه هكذا هي الدنيا نحب شخص ونموت ألجله وال نر ،سوا وهنام
آخر قد ال نعلم بوجود حتى ..يحيا على أم بأن نعود إليه ..يا
إليي كم هي رفيقة أقدار اع فيو يبتلي العبد ويد رحمته سباقة إليه.. 46
وهكذا وأخي اًر تبسمت ألنثاي الحيا ..لن أخبركم عن باقي
حكايتيا فيي تحتاج لكتب وروايات ..ك ما أستطيع أن أخبركم إيا
أنيا باتت أوفر النسا حظاً وأعالهن شأناً في كنف قلب تربعت على عرشه ومنذ ذام الوقت لم تحم هماً للحيا .. ***
47
()2 أنثــــى بـــال وطــــن
إلى شرفتي ،أجاهد كي أتنفس الصعدا ..أحاو
أرك
وأحاو ..ال سبي لليوا ..أستمر في جيادي ..يؤلمني صدري .. وأخي اًر يتسل
إلى جوفي بع
من قلة ليحيي ذلم الخوا ..أرتمي
بجسدي الخاير على المقعد المجاور لشرفتي ،أحاو أن أستعيد بع
من قوتي ..أغم
جفني قليالً ،فإذا بيديه في حنو تتلمس وجيي ..
تسري بجسدي قشعرير قوية تالاله ..تماق ميجتي ..تستبيحني ..آ يا نفسي المتيالكة ..لكم افتقد ..افتقد لمسته ..افتقد ليو وابتسامته..
وكم توحشت تقطب وجيه ..ووقع الجد في عنفوان غضبه ..من دونه
جسدي ٍ عار ..ترتعد أوصالي من وطأ الخوف ..من شد البرد ..
تايية ..حاير ..مماقة ..آ وألف آ من الشوق لوص ما عاد
باإلمكان..
أحاو أن أستشعر أنامله تداعب مالم
وجيي ..تتحسس
شعري ..تعيد رسم خارطتي بعد أن استباحيا وحش الفراق ولبدت سما ها غيوم القير والحرمان..
جثا على ركبتيه ..مكٍ بين يدي واضعاً رأسه على صدري،
مطوقاً خصري بذراعيه ،حاولت أن أطوقه ..أتلمس رايحة جسد ..
حاولت أن أتنفسه ..فتحت عيني فلم أجد ..شعرت بأني ا ن سقطت ألف مر من أعالي السماوات إلى أراضي اع ..فتحت عيني
50
فلم أجد سو ،سراب حلم وطيف ما غاالني سوا ..فتحت عيني ألر، أنه قد تالشى من حياتي ذام السحر وجدت نفسي أحيا بال حيا ..
حبيبي كالنسيم استشعر ولكني ال أ ار ،هو قصة عمري ..
حبي األو واألخير ..هو حكاية قدر نيايتيا اإلله ..
اوجي وحبيبي ورفيق دربي ..شروق شمسي وغروبيا ..أشعر
بصدري يضيق ..لماذا رحلت وتركتني مطمع للطغا ..تركتني للقير يغتصبني في عيونيم ك يوم ..هذا يشتييني وذام يناديني وهؤال
تجاهلوا أن ع في أقدار من قب ومن بعد األمر..
استيقظت من سكرتي هذ على بكا رضيعي ..ركضت تجا
غرفتي كي أتفقد ،حملته بين ذراعي ..هدهدته بتيويد من صوتي حتى غفا ،أخذت أملعس على رأسه ..أتحسس خصالت شعر البنية بأناملي َّ ..قبلته بين
الخفيفة ناوالً إلى مالم وجيه في رقة ونعومة عينيه وأخذت أتأمله ..أحتضنه بعيني فكم تحم مالمحه من رو أبيه
..تذكرت كم حلمنا به معاً ..تذكرت رقة أبيه وحنو علي أثنا فتر ٍ ٍ بشوش يخفف بوجه الحم ..وكيف كان يقب بطني ك صبا باسماً
آالمي ويرد روحي إلي ..تذكرت احتوا عندما كنت أحتد معانا ً من آالم وضغوط الحم ..لم أستطع تمالم نفسي واختنقت روحي بالبكا
ب لحبيبي أن ير ،حلمه يتجسد أمام عينيه ..أخذت أتأم ..لم ُي ْكتَ ْ صغيري طويالً في صمت ..ثم بدأت أتذكر كيف عاملني الناس بعد وفا اوجي وكيف كانت نظراتيم إلي ..تذكرت كيف انتيا المجتمع 51
ك فرصة وك موقف ليضعني في كادر كلمة “عاهر ” ..ساقطة
تنتظر أي فرصة لترتمي بين أحضان رج غريب ..أي فرصة لتتلذذ
بلعب دور الفاكية المحرمة ،وماذا كان خطيي أو ذنبي في ك ذلم؟!
..ال شي سو ،أني أحم لقب أرملة ..
عرضني لمواقف أرملة ..كم نيش هذا اللقب في نفسي ،كم َّ
اجتثت من روحي مع ك يوم خالطت فيه الحيا ..بداية من أقربايي
وجيراني وصوالً إلى رؤسايي واماليي في العم ك نظر وتفحص تركت في نفسه وك نفس على قدر عفونتيا تركت ما بعينيه ..ك ُ ُ حدثت عن مكنونيا.
تجاهلوا ُخلُِقي ..تجاهلوا أصلي ومنالة أسرتي ..تجاهلوا شرف اوجي ..تجاهلوا أمومتي وكرامة طفلي وحقه في أن يحيا بشرف بين أقرانه ..أرادوا وصمه بالعار فقط من أج وأم ار
أهواييم وأطماعيم
نفوسيم ..فقط ألن أمه أصبحت أرملة ،شعرت بأن المجتمع
يدفعني دفعاً للذل ولكني أعلم في داخلي أن لفظ أرملة ليس نياية المطاف وأنه لقب شريف ومعاناتي ومثيالتي تكلله ..معاناتي ومثيالتي
ال تكمن فقط في فقد الحبيب وانكسار القلب ..و لكن أيضاً في أطماع الغافلين وجحود الناس بالدين.. ***
52
()3 أحـــالم عاقـــر
كثي اًر ما حلمت بطف ٍ منه يسكن أحشايي ..حلمت بنور عينيه
..بأنامله الرقيقة ..بضمة من جسد الصغير ..بمالمسة يديه حلمت ..ب حلمنا معاً بليلة افافنا ..تسابقت خيولنا في عوالم األخيا
..حلمنا بأطفالنا ..تخيلناهم ..حتى أننا من شد ما تخيلناهم رأيناهم ومن فرط الرجا أسميناهم ..رأينا مالمحيم ،شخصياتيم علمنا ما يمياهم ..وتبارم الخالق ما أحالهم..
مريم ..تيمناً بالسيد البتو (رضي اع عنيا وأرضاها) ..
ذكية حيية ..حيوية قوية الشخصية ،محمد ..على هدي الحبيب وكم على ُخلُِقه و َخْل ِقه وجدنا ..شخصية متميا عبقرية ،أما عمر فعلى
خطا الفاروق ما أقوا ..قوي البنية ..حاد المالم صارم في الحق .. شخصية آسر مغرية ..يا إليي كم عشقنا أخيالنا وكم برجا من اع
إياهم سألنا ..
كم هو جمي أن تحب وأن يبادلم شخص ذلم الحب ..كم
جمي أن نطلق ألخيالنا العنان في العشق ..وكم هو آثر أن نجد من يشاطرنا أروع حلم ..من نتقاسم معه أفراحنا وأحااننا.
واليوم وبعد مرور السنين أقو لكم أنه وان لم يتحقق الحلم
كفاني أنه عاش حياته يعشقني ..يكفيني أن أنفاسه أفناها في
معانقتي ..يكفيني أنه بحنو أحياني وبحبه أغدقني..
54
أتَ َذ َّك ُر ذلم اليوم جيداً ..كم كان يوماً قاسياً ..نا علي الخبر عاقر .. كالصاعقة ..تلطف الطبيب بي ولكن مفاد الحديٍ أنني ام أر كاألر
البور القفر ..أخذت دموعي تنيمر ..هاهي أحالمنا
تتحطم على صخر الواقع ..أخذت أبكي وكأنه ليس للبكا آخر ..
حوطني .. حينيا شعرت بيد تحتضن كتفي ..ضمني في حنو بأمانه َّ
كان ذلم اليوم وتلم اللحظة بالذات بداية رحلة مؤلمة لي ومضنية له..
كنت كلما نظرت إلى عينيه ..تأملت نظراته لطف ليس له
شعرت كم بعقري خذلته ..ال أخفي عليكم فكرت كثي اًر في تركه عله
يجد من تقر عينه بطف ولكنه كان لي الحيا كما كنت له..
كم كان رفيقاً بي ..كان يعاملني كابنته ال فقط حبيبته ..كان كلما
لم دموع تتوار ،بعيني أغدقني بعطفه ومرو ته ..حرص أن يضمني كلما هاجمني الحان بسطوته ..داعبني ..الطفني ..حو بور رحمي إلى جنان بمالحته.
ذات يوم جلس بين يدي ..كنا نستمع للراديو لامر من
األغاني القديمة وكنت أملس على رأسه بأناملي حين سألته أن يتاوج
طلباً لقر عينيه ..حينيا تبسم بماليكيته المشعة بالرضا وضمني ضمة شديد ..نظر بعيني قايالً :وه يكون لي قر عين من سواكي .. أنت قر عيني وان كنت حلمت بطف فما حملني للحلم سو ،هواكي ..
أنسيتي أننا حلمنا به معاً ..حلمنا أن يجمع دمينا ..حينيا دمعت 55
عيوننا فداهمني كعادته بخفة دمه قايالً “ثم أنا دمي مبيولفش غير عليم يا أبي
يا طعم أنت” فتبسمت واحمرت وجنتاي في خج شديد
وانفجرنا ضاحكين وكانت ليلة ليس ليا مثي ..
أخذت أيامنا تمر مابين هادية ومؤلمة ولكنيا لم تخلو أبداً من
الحب الشديد ..كان هذا حالنا حتى هاجم المر
حصوني وأهلم
دفاعاتي ..بدأ جسدي يبلى ..كسا الشحوب مالمحي ..كان يقضي اللي إلى جانبي ساه اًر ..كان يقضي ليله ونيار ع متضرعاً ،يحاكيني
في نومي حكياً دافياً ..يبثني األم متمتماً “ال تخافي ..حبيبتي ال تخافي” ويطبع قبلة دافية على يدي توقظ بي الحيا ..
أتعلمون استيقظت يوماً وقد بللت دموعه يدي بعد أن أجيش
في البكا تضرعاً ع أن يبقي على حياتي ..يا إليي كم هو رقيق وكم كنت محظوظة بأن أنار بدفيه حياتي ..واليوم وبعد أن خط الامن
عالماته بوجيينا ال أملم سو ،أن أعترف بأنه لوال ما كان لي
ذكر
..اليوم أجلس تحت قدميه وألتمس من أنفاسه لقلبي اليرم س اًر للحيا .
أخبركم أم اًر ..كلما صليت كنت أطي في سجدتي األخير
تضرعاً ع أن يبارم لي في عمر وأن يسعد قلبه على قدر ما أسعد
قلبي وأن يجع آخر أنفاسي في نفس لحظته فأنا منذ تاوجنا لم أفارقه ولم يكسر لي يوماً قلب فقد علمته أباً وأخاً واوجاً وحبيباً وصديقاً فرغم أني أضحيت مسنة إال أني ماالت طفلته ،قد يثير مشاعركم دعايي 56
ولكن إن سمعتم تضرعه ع من أجلي بعد تلم الرحلة المليية بالمعانا واأللم والحرمان وأيضا المفعمة بالحب والدف والمود والرحمة سوف تعلمون أن عمري هو أق ما بإمكاني تقديمه إليه. *** .
57
()4 حـالــــــة
اتخذت ق ار اًر ..انتيت الضجة وعم الصمت المكان ..ك
شي ال يبدو على طبيعته ولكنيا تعلم أنيا أفض ا ن ..كانت تجربة
..ال هي سعيد وال هي مرير ولكنيا كانت مجرد تجربة ..تجربة مرت مرور الكرام ..كانت تشعر بأن ك شي في غير مكانه وأن الفوضى تعم المكان ،شعرت وكأنيا ألو مر تجي ماهية الخطو التالية في حياتيا وكأن مستقبليا أصب ضبابي فجأ ..أصب لك
شي احتما وك اإلحتماالت ضمن اإلمكان ..لم تكن متيمة
به ..
لم تكن حتى تحبه ..ولكن الوقت كفي ليخلق نوع من األلفة قد تؤرق
النسيان..
لم يظلليما تفاهم ..لم يجمعيما فكر ..ولكن معارم الحيا
كفيلة بأن تشو ولو للحظة فكر اإلنسان ..ومن الغريب والمثير للسخرية أيضاً في نفس الوقت أن الحيا حينما تلعب دور الدافع المحفا للفع فيي أيضاً تلعب دور الصفعة التي على أثرها ننيي هذا
الفع وتبعاته وكأنه لم يكن يوماً ولم يكن له ذكر..
عندما يقوم عقد على شرط اايف يكون مصير الحتمي هو
البطالن ..ولكن الامن يجع للعقود شرعية تتعد ،أحياناً واقعيا ..فقد ال نحب شخصاً ولكننا نتأذ ،لرحيله ..فقط ألننا اعتدنا وجود على
مر األيام ..وهذا من فع الامان..
60
ولكن ما قد يثلج صدر البع
َّ منا أن تكون له القدر على
اتخاذ القرار ..أن ينطق بالحكم وينيي القضية دون إعاد نظر بالحكم أو معارضة أو استشكا ..البع
َّ منا فقط تتوافر له القدر على اتخاذ
الق اررات الصحيحة وفية أق من هذا البع تنفيذ قرار واخراجه من دور المداولة والعر كان هذا ك
تتوافر لديه القدر على
إلى دور النفاذ والسريان.
ما يخالج صدرها ..كانت كمن يسكن غابة
فسيحة تحدها الحرية من ك مكان ..وفجأ أصب للغابة حدود جديد
كالقضبان ..ولكن مع الوقت تألف النفس القضبان ..تألف السجن
كيفما كان ..ورغم أنه سجن إال أننا نتأذ ،عندما نكسر قيود ونحطم أغالله ..فقد ألفنا هذا السجن رغم ماهيتنا ورغم ما نحن عليه.. وهكذا تصب
األمور غير مفيومة والحيا ضبابية والحس
يخضع للتجربة كأنم طف يحبو أو أنم بعثت من عالم النسيان .. تشعر كأنم تختبر األمور للمر األولى ..تبحٍ عن أكثر من كنت
تشعر بيم وتقصدهم كي تتأكد بأنم ماالت تتمتع بقدرتم على الحس وأنم ماالت إنساناً.. أنا حر ..
أو ما يخطر ببالم بعدما تثبت أنم تفكر إذا أنت موجود ..
أنت تشعر إذا أنت قادر على أن تعيد التجريب ولكن مع تمحيص
األمر وحينيا فقط تكون قد أثبت أن األمر ما هو إال تجربة وهذا هو 61
ك ما كان ..كان هذا ك ما شعرت به وك ما قد يشعر به أي شخص ولكنيا لم تكن أي شخص ب كانت من الفية المنتقا ألنيا ملكت من أمرها القدر على اتخاذ القرار ..كان هذا هو الوضع وهذا ما كان من حاليا بعد أن تركته للمر األولى !!
للمر األولى!!!
نعم للمر األولى ..فقد تدخ في األمر ما لم تضعه يوماً في الحسبان
..تدخ في األمر مخرب شرس ..عملة ذات وجيان ..أحدهما الوحد وا خر الفراغ العاطفي وكالهما كاينان موحشان بغيضان ..
آخر ما كان له يحمالن من المشاعر السلبية ما قد ييدم صرحاً أو يقيم اً
يوماً أن يقام..
بعد تجربة مماثلة غالباً ما يكون ك
شي جديد وهذا ما
خدعيا فقد ظنت أنيا عايد لوحد ألفتيا ولكن هييات فللوحد ثمن وفي
حالتيا كانت الوحد نعمة من نعم اإلله علييا ..نسيت أنه من خال تجربتيا لم تعد وحيد ونسيت من كانت تألفيا وتتودد إلييا ..
بدأت الوحد تمارس عذاباتيا ..بدأت تضني من عادت مر
أخر ،إلييا وكأنيا بقسو تعاقبيا على تخلييا عنيا ..بدأت تستشعر الفراغ ..بدأت تفتقد من يسأ علييا ..من ييتم بيا ..من يحبيا ال من يعشق بريقيا وطمعاً فقط يتودد إلييا ..أخذت في السقوط نحو هاوية لم تعد العد ليا .. 62
لقد أغفلت الجا األهم من األحجية ..هي لم تعد كسابق عيدها ..هي شخص جديد ولد من رحم تجربة مضنية ..أنثى تختبر
ك شي من جديد وك جديد له وقع غريب علييا!!
بدأ التفكير يطيش ..خلقت عالماً افتراضياً من احتياجيا ..
والطامة الكبر ،أنيا جعلت منه بطالً في عالميا ومع لمسة بسيطة من إصرار على أن يعيدها إلى أصفاد اكتملت الخلطة السحرية ..
من هو ؟! ..هو صياد أراد أن يصطاد كاين خيالي لياين به
غرفته
..أراد أن يصيد ويعيد تشكي هييته وبنيته وأن يصبغه لون شاذ دون لونه الذي فطر ربه عليه ..وك ما كان هذا الكاين يفكر فيه هو جم
طايشه سمم بيا من حوله ك ما كان من العق لديه ..جم م “ليس
من اليام أن تكون الم أر أكثر ذكا اً من الرج " " ،ال ييم الفارق في
العقليات" " ،التفكير في فرق الطبقات كبر وعنصرية"" ،يكفي أن يكون لم طف منه ليذيب ك الحساسيات والفروقات" " ،يجب أن تتناا
الم أر عن طموحيا ومواهبيا ومميااتيا لترضي من سيتعطف ليصب
اوجيا" ،ال تندهشوا كثي اًر فأحياناً أرج الناس عقالً هو أسيليم وقوعاً في شرم الوحد ولألسف قد يكون مع الفراغ األق حظاً..
عادت مر أخر ،لعالمه ..ومع اللحظات األولى لعودتيا
استشعرت هو ما اقدمت عليه ..حدثت نفسيا يا إليي ماذا فعلت !!
وعلى أي فع يا نفسي أقدمت!!
63
ولكنيا كانت أمام طريق وحيد ..يجب أن تعتاد سجنيا الجديد .. وعادت إلى آذانيا اتيامات من حوليا .. ألنم تعملين لم تتاوجي...
ألنم تفكرين لم تحبي..
لو أنم قبلتي بأي رج جا م ما كنت ا ن بال حيا .. لماذا لستي كمثيالتم من البنات؟ !
لو كنت كمثيالتم لكان لكي حيا وأطفا ولكنم بالطبع ال تقبلين
باإلمكان..
تذكرت كيف عابوا علييا حتى رغبتيا في قبو أو رضا أو
تفاهم ..نظروا إلييا وكأنيا ارتكبت خطيية ..أنكروا علييا أبسط حقوقيا في ايجة لمد ،الحيا ..حاكموها وأصدروا األحكام علييا وباتت
مذنبة لمد ،الحيا ..
لم تستطع أن تجابه هذا كله مر أخر ،فتلم المر هي من
قررت العود وهي من تخلت عن موقفيا ..ورغم انتقادها الدايم لمواقف الفتيات الآلتي كن في مواقف مماثلة ليا ورغم رفضيا التام لفكر الاواج
لمجرد الخوف من كالم الناس أو موقف المجتمع من الفتا إال أنيا
ألو مر تفكر بالفع كسواها من الفتيات ..وكانت تلم أو سقطة فقد أفل في أن يحيليا من نجمة صعبة المنا إلى حجر عادية سقطت
64
من السما إلى األر
لتصب مجرد حجر تتشابه مع أحجار األر
جميعاً ..
ولكنيا لم تتنبه حينيا واتخذت ق ار اًر هاماً خطي اًر ..سوف تحيا
كمن أفاضوا عنين الكالم ..ستتخلى عن ماهيتيا وتصب كما يودون وكما يود أن يراها فارسيا اليمام..
تخلت عن مواهبيا ..عن رغباتيا ..عن ك
ما يمياها
وقررت أن تجع من الاواج أكبر األحالم ..ال أعيب هذا الحلم فيو
حلم سام مقدس في حيا اإلناٍ جميعاً ولكني أعيب أن يكون الاواج هو نياية ما يميا األشخاص وأن يكون مقبر لقنسان ..مجثات تجتٍ
أحلى ما فيه من األساس ..
لونت أياميا بلونه ..وصبغت طموحاتيا بصبغته ..باتت ك
األشيا تحم طابعه الرتيب وما عاد للحيا لون سو ،البيات الشديد
..أخذت تغوص في مياهه الضحلة حتى اقتنعت أنيا لم تخلق لسوا
..حتى أنيما كانا يتحدثان عنيا في هيية شخصين ..
أحداهما هي
حبيبته واألخر ،هي المتمرد داخليا والتي وجب علييا كبحيا ألنيا ناغ من الشيطان..
من حين إلى آخر شعرت باالختناق ..فمن كانت الحرية دا
تعذر عليه سواها دوا ..ومن كانت النباهة طبعه استحا
عليه
65
استبداليا بالغبا ..ك
شي تحو
للَّون الرمادي ولكنيا كانت قد
اتخذت خيارها وستنفذ ميما كانت التبعات ..
استمرت الحيا هكذا ..بالتأكيد كانت له لمسات لطيفه ولكن في
ضو ما رسمه ليا من حيا ..كانت تستشعر السعاد بشك وقتي ولكنيا في أغلب األحيان كانت تفتقد لج معان الحيا ..حتى جا
اليوم الذي سقط فيه القناع عن وجه القسو ..عن قسمات االستبداد ..
كان كغير يصبو لغر
أكان إخضاع أم طمع في ما أو جما ..لم
يعد هذا ييم الميم أنيا شعرت بأنيا تخلت عن ك شي بال مقاب ..
ورغم ذلم أصرت على إستكما الطريق والصمود على قرارها بأن تبذ
أقصى ما في وسعيا لتنج هذ المر أو حتى تستحي بينيما الحيا ..
تناقشا َّ .. احتدا ..ولظنه أنه أخضعيا اادت قسوته ب أنه َّ وجه إلييا اإلهانات َّ .. ظن أنه نج في إخضاعيا وأنه ما عاد ليا من دونه حيا
وكم كانت تكر أنصاف الحلو والمتجبرون على من قا فيين رسولنا
الكريم "رفقاً بالقوارير" ..
لحظتيا فقط وحين نطق هو وبثقة بكلمة الفراق شعرت بأنه أطلق سراحيا من قيد كاد يقت ما تبقى فييا من حيا ..نطقيا ثقةً في قدراته ..فصفعته هي رفضاً لظلم طا قبليا الكثير من الفتيات ..لن تملكني ..لن تسبيني ..لن أكون دميتم البليد ال في تلم الحيا وال في أي من الحيوات ..
66
مرت بأمور عد ..ورأت منه وجو عد ولكن أفض ما كان َّ هو أنيا استعادت نفسيا أو ألصدقكم القو ولد ليا جنين مكتم الخلق فاتن جمي ..لم تعد كما كانت ولكنيا باتت أنثى جديد ..تعلم أنه الخلُ ِ ق دوماً ستمر بمصاعب ولكنيا أيضا تعلم بأن اع كرميا بحسن ُ الخْل ِ ق ..باتت موقنة بأن التكافو سوا كان فكرياً أو طبقياً أمر واجب و َ شرعه اع ج في عال .. أنيا بذلم قررت هجر الحب أو أنيا تخلت قد يظن البع عن حلميا األسمى كأنثى في اوج وطف ولكن هييات هييات لم تخلق أنثاي لتثنييا عن أحالميا الحيا ..فيي توقن أن التجارب خلقت لتثق العظميات من الفتيات ..وأنه لو علمتم الغيب الخترتم الواقع وأن القدر مكتوب منذ قديم األا ولن يغير ما فات أو ما هو آت من التجربات، ولكن أعظم ما أيقنت من هذ التجربة أن مكانيا في السما كنجمة تيدي األخريات .. بدأت تجربة بطلتي بخدي اللي يحبم يا بت متخديش اللي تحبيه وانتيت برضينا باليم واليم مش راضي بينا ..من ا خر خدي اللي يحبم وتحبيه ويكون حبكما قايماً على ركيا ميمة من التفاهم والتكافؤ وللعلم ك الفتيات خلقن ليكن أميات بالفطر ولكن قلة من خلقن ليصنعن أجياالً من الممياين والممياات وهن العظميات.. ***
67
()5 لحظـــات حرجــــة
بعد أشير قليلة من الاواج ..ك شي انيار في لحظة ..لم يكن ما بيننا ده اًر ولكنم كنت أو من اختبرت الحيا معه ..كنت أو احتكام لي ببني جنسم ..ال أعلم لماذا بالضبط انتيى ك
شي ..
ولكن ك ما أعلمه هو أن ك شي انتيى بالفع ..كنت أجلس في
غرفتنا وحيد ..كانت أشعة الشمس تتسل من خلف الستار في خفوت
شديد ..أخذت أتأم الجدران حولي وكأني كنت أسأليا عما حدٍ علَّيا تعلم أكثر مما أعلم أنا ..أخذت أنظر لصورتنا المعلقة على
الجدار واتسا
ه َّ كنا نعلم بأن األمور سوف تؤو إلى هذا المآ ..
ما اا من حولي ينادونني بالعروسة ..لم يلبٍ اللقب أن يبلى بعد ..
أخذت أنظر لحاجياتي ..أحدق لمالبسي التي لم أكن بعد ارتديتيا ..
نظرت لحقايبي ..ألمتعتي ..شعرت بأن ك ماكان من خطبة دامت
ألكثر من سنة وأشير من الاواج ..صدمة وبكا وفراق ك يجثم في تلم الحقايب ..أخذت أراقب ك من أمي وأختي يحامون أشيايي ..
كنت أراهم يتيامسون بالحديٍ خوفاً على شعوري ..كانوا يتألمون فما لبثوا أن وضعوها للعروس حتى يحاموها..
طرق حارس البناية الباب ..حم الحقايب ..أخذت أشاهد
وهو ينا الحقايب وما حامنا من الصناديق وكنت أحدٍ نفسي بأن
ج حياتي في تلم الصناديق ..ركبنا السيار ..بدأت المسافات تاداد
..شاهدت البناية وهي تبتعد حتى تالشت شيياً فشيياً داخ سراديب 70
الظالم ..طوا الطريق كنت أتذكر أيام خطبتنا ..همساتنا ضحكاتنا ..ثم تلطمني لحظة أرداني صفعاً بيمين الطالق ..صراع مرير دام ألشير ..من سو معاملة وضرب وسباب إلى مرافقة العاهرات من
النسا ..شخصان مختلفان تماماً أو هكذا أَ ْو َه َم َنا ..أحدهما خط بيدي اليمنى طريق السعاد وا خر نقش بيدي اليسر ،طريق شايم باألحاان
..أخذت أنظر للظالم من حولي واسأله ..لماذا ؟! ه كان يجب أن يحدٍ ك هذا ؟! ماذا فعلت في حياتي ألستحق ذام ؟! أخذت دموعي تنيمر على خدي ..كان أبي يشاهدني في مرآ السيار ..كنت أر،
دموعه تتوار .. ،كنت أر ،مقلتيه من ألمي تصرخان ..كنت أعلم أنه يتألم فقد كان ألبي قلب لم يعرف الحب أو الخوف على سوانا في
الحيا ..
وصلت إلى منالي القديم (منا أسرتي) ..ورغم أني أمضيت
عمري فيه ورغم أني لم أط في بعد البقا إال أني شعرت بأن كلينا غريب عن ا خر ..كنت وكأني أر ،غرفتي للمر
األولى ..كانت
وكأنيا غرفة سواي رغم أنيا منذ رحيلي لم تعرف معنى للحيا ..
شير كام وأنا أر ،من حولي عني يتيامسون ..منيم من
يتيامس بشفقة ومنيم من يتيامس وفي نفسه مني غصة ..كنت أر،
أمي تبكي وهي تصلي في قلب اللي على حالي ..وكان أبي وكأنه
71
فارقته الحيا ..خيم الحان على منالنا ..أصبحت ا ن مطلقة ..كان إخوتي يتوارون من الجيران حتى ال يجيبون عن سبب الطالق..
تار كان من حولي يرأف بحالي وتار كانوا يحملونني ما على األر من آثام فقط ألن كاين وحشي اتخذ عني قرار الطالق..
مرت أشير من األلم ..أشير من الضياع والتيه ..لحظات
ولحظات ولحظات راودتني فكر الرحي
عن الحيا ..اتخذت قرار
إنيا حياتي آالف المرات ..كنت كلما استبد بي الحان وضاقت بي األر
بما رحبت لجأت إلى اع ..كنت أبكي في اليوم ألف مر ..
كانت أيامي تمضي وكأنيا فيلم يتكرر عن ك ما فات ..يا إليي فارق كبير بين من فارقت هذا البيت فتا ومن عادت إليه كسيد مطلقة ال
أم ليا في الحيا ..ثم جا يوم ..كان ظاهر كك
األيام ..
صحوت باك اًر كعادتي ألجد أمي توضب المنا وتطبخ في الصبا
الباكر ما لذ وطاب من األصناف ..استغربت كثي اًر وسألتيا لماذا تقومين بك هذا فأجابتني بأننا اليوم سنستقب صديقة أختي "حيا " ..يا
إليي لم أرها منذ امن طوي ..كم كنت أحبيا ..كنت أعشق حديثيا
..كان ليا من الحكمة ما يطرب ا ذان ..
ألو مر منذ أشير اهتم بملبسي ..لبست لون كانت دوماً
تثني علي فيه ما أن ت ار ..وقفت أمام المرآ ..أخذت قلم الكح وقب
72
أن يلمس عيني شعرت بأنه لو أني اخفيت ما بعيني من حان عن أه األر
جميعاً سوف تنفذ إلى مكنون صدري "حيا ” ..
لبست فستاني الاهري وتكحلت ثم خرجت ألساعد أمي ..مر
الوقت ألو مر شبه طبيعي ..دق جرس الباب ..ركضت في سعاد
ألفت الباب واذا بيا الشمس تجلت في هيية "حيا " ..جميلة بيية كما
هي ..أضا ت ابتسامتيا بيتنا كما كانت تفع في ك مر تاورنا فييا ..رحبت وأمي بيا ..استقبلناها في غرفة الصالون ..جلست بجانبيا ولمحت بعينيا نظر تقو أنه كما أعلم أنيا سوف تنفذ إلى قلبي فأنا
أيضا نفذ إلي أنيا جا ت في ميمة محدد ..جا ت "حيا " لتعيد إلي الحيا ..
تجاذبنا أطراف الحديٍ ونحن نتناو الغدا ..وألو مر منذ
أشير عد تعرف الضحكات طريقاً لشفاهي ..انيينا غذا نا ..قمت
ألغس الصحون لكن أمي أبت وأوكلت إلي ميمة إعداد الشاي ..
أعددت الشاي وجلست و"حيا " في شرفتنا المطلة على شارع تتجلى فيه ك معاني النشاط ..جلسنا نتحدٍ لساعات ..رويت ليا ك ما كان من حكايتي ..حدثتيا عن عذاباتي ألشير من الاواج .. حتى وصلنا بالحديٍ إلى ما آ إليه حالي بعد أشير من الطالق.. نظرت إلي بعين دهشة يخالطيا استنكار ..شعرت بعينييا تسألني ه أنت من يقو هذا الكالم؟! ..ه تلم هي الفتا التي عرف الجميع
73
عنيا أنيا عاشقة للحيا ..صمتت قليالً ثم باغتتني بسؤا واحد ..ه ِ داخلم الحيا ؟! بعد ما فعله يستحق أن تيبيه كانت إجابة السؤا سيلة وبسيطة جدا ..كانت كلمة من حرفين "ال " ..عندها صمتت كلتانا ..ثم شاغبتني بخفة دميا المعيود قايلةً "يا بت من حبنا حبينا وصار متاعنا متاعه ومين نسينا نسينا ويحرم علينا اجتماعه" مش كد يا ريا يا أختي ..فوجدت نفسي أجيبيا أيو يا سكينة يا أختي ..قطيعة محدش بياكليا بالساه .. وانفجرنا ضحكاً.. اسيبنا في الحديٍ عن مستقبلي ومختطاتي وكيف سأعيد بنا ذاتي ..تحدثنا كثي اًر عن رحمة اع وكيف أنه يرس مع المصايب الرحمات ..حتى أننا تحدثنا عن الشبه الكبير بينيا وبين الحيا .. وعندما سألتيا عن حكمتيا من أين جا ت؟ ..فأجابتني"علمتني الحيا " قالت لي أتعلمين تعلمت أنه قب أن أبكي األقدار يجب أن مر أبحٍ عما تود أن تعلمني إيا ..الحكمة تكمن في الدرس َّ .. الوقت ونحن نتحدٍ تار ونضحم تار حتى ارتمينا على السرير وقد قتلنا الضحم قتالً .. صحوت على نسايم الربيع العليلة ..وقد أط َّ الصبا على نافذتي ..وألو مر منذ وقت طوي أسمع اقاقات العصافير ..أاحت تبسمت فأنا اليوم بسبب "حيا " تلم الستار البيضا الرقيقة عن نافذتي و َّ ألقى الصبا على الحيا .. *** 74
()6 هذيـــــان
رغم أنه يوم إجااتي فقد استيقظت باك اًر كعادتي وكأنه يوم
عم كعموم أيامي ،سارعت بالفرار خارج سطو مخدعي خوفاً من
تخطف ذكرياتي ..
كالعاد قررت تحضير قيوتي الصباحية ..وحينما كنت أصبيا
ارتسم طيفم بأبخرتيا هذياً بفع خياالتي ..حملت فنجان قيوتي قاصد ً مقعدي المتأرج المجاور لشرفتي وفي تآمر غريب بين تَ َسل ْ خيوط الصبا األولى وصوت (جاهد وهبه) تشدو برايعة (أحالم مستغنمي)
“أنجبني" تَ َج َّس َد جالدي ومليمي .. سيدي ..أييا المسافر الغايب الحاضر ..ه ماالت تذكرني أم انسام إياي الترحا ..ه ما الت تذكر حماقاتي العشقية ..ه
ياورم طيفي في لياليم الصيفية ..ه تشتاق إلى عيني ..سيدي في
إلي ..ه يوماً لَثَ َم َم النسيم لثمةً غياهب أسفارم ه حملم عطري َّ َّ ذك َرتْم بشفتي ..أعلم أنم لن تجيب أسيلتي الحمقا ِ ..وأني ما عدت انتمي في قصرم لجنا النسا ..رفقاً أعذرني فأنا أسير الوفا ..
سيدي لي عتب أبثه إليم ..إن كنت تعلم أن مملكتي اايلة ال
محالة فلماذا حينما رسمت بأناملم خارطتي لم تخط لي معيا سبيالً
للنسيان ..سيدي بريشة خياالتي أبدعتم ..فحيناً وصلتم وحيناً تدللت وحيناً اتقدتم ..
76
تضحم سخريةً من تدليي وعنفواني فانظر إذا ماذا فع تييي ِ اليذيان ..ماالت اشتري عطرم ..انثر على وسادتي وأطلب بم و
وصلم ..مااالت وسادتي تحم ك ليلة رأسم ..ماالت اثم ليالً من
ثغرم ..ماالت ..ماالت..
فجأ فقدت قدرتي على الكالم وانخرس عنفواني وعم الصمت
المكان ..شعرت بأني اسقط في هو سودا ..في انياام استقر في القاع ..ظلمة تحوطني من ك مكان ..و في صحو من صحوات كبريايي سألني كم من الوقت هذيت وكم سيستمر
اليذيان ؟ ..
ترقرقت دمعة قير من عيني ..ليس من شفا في اإلمكان ..
ليس من شفا في اإلمكان ..أغم
عيني على صورتم فأرام
تبتعد
..ولكنم ما ابتعدت إال إلى أقرب مكان ..فرفقاً شعرت بيدم تجذبني خارج هوتي ..خارج ظلمتم ..خارج حماقات الذكر ،والنسيان..
سيدي حدثني كيف غادرتم؟! ..ب حدثني أي طريق للنسيان
التمست؟! ..ه بنسا أخريات؟! ..فما كان لي ولن يكون من رجا الفلَ ِم والرياضيات ..هذياً قصدت سوام ..سيدي قصدت علما َ
َّ السحارين والساحرات ..قرأت الفناجين سألت النجمات ..فتحت أوراق اللعب خضت في سبيلم ك المياتر ِ ات ..ه من سبي لفم معضلة ِ ٍ لليالم.. لخالص أو عشقم ه من سبي
77
سيدي أتعلم ملكت علي صباحي والمسا ..ك صبا أنظر للشمس فتكسر عيني أشعة ابتسامتم البيضا ..ومسا اً أطارد وجيم
في ضو القمر ..أشدو بتيه عشقي للنجمات ..
يا من ولدتم من رحم عشقي ..يا من تعشق الخلود على
جدران معابد تييي وأضرحة العنفوان .. وكيف أنسام أجبني وك
ما حولي يحملني إليم ..كيف
أنسام ومااالوا يلمحونم في مقلتي ..كيف أنسام أييا المياجر وك
سر إلى راحتيم ..أتعلم ..مؤخ اًر أصب من حولي يظنون مابي يحن اً
خطأً أن عشقم سلبني إيماني ومواقيت صالتي ..
ذات يوم سمعت أنه ال راد للقدر سو ،الدعا ..فَقََّررت أن أنتيا ك فرص من اع لقصغا ..بت أصوم األيام طمعاً في دعو ِ اإلفطار ..بت أتضرع ..أبكي ..أناجي مع ك قطر شتا ِ ..بت
أقيم في جوف اللي صلواتي ..تضرعاتي ..ألتمس من اع عود الحيا ِ ..
أتَ ْعلَم سيدي ..مرت علي فصو كنت على يقين أني بحياتم كما أنت بحياتي ..ولكن فصولي ذابت سيدي في ف ار ِ ق العشاق .. ذبت وذاب من حولي في أساطيري وخياالتي ..ذبت وذبت حتى
انمحت قسماتي ولم يبق لوجيي سو ،خارطة هالكي ..بت ال اذكر
لي عم اًر من قبلم فنصف عمري أفنيته في راحتيم والنصف ا خر 78
َأرْقتُه في أسفاري إليم ..سمعت بأن هنام رجا ال نحص علييم سو، بالنسيان ..إذا فيو النسيان سبيلي إليم .. أتعلم ..بت أر ،ومضات ال أعلم إن كانت حقيقة أم أضغاٍ
أحالم ..وأنا التي أعتقدت أنه من قبلم لم يكن لي ذكر وال أامان..
أعتقد أني فقدت تحت قدميم ذاكرتي ..أذكر يوماً أنني كنت أنثى
تعشق األلوان ..تعشق الحرية ..وماالت غير أن حريتي باتت في بالط السجان..
ٍ ومضات ولكني ما بت أعشق في ملكوت ومضات تتقاذف
سوام الحيا ..ما بات الرقص لدونم يغريني ما عدت أنتشي إليقاع سوام ..بسمة تباغت شفتاي ..يااا سمعت قيقيتم ياله من
صبا ..
رج أنت بك الرجا ..
رج أضحم وأبكى سيد النسا ..
وكيف أنسى من وضع تعريفاً للرجا ..هذيان! ***
79
()7 أميرة من ألف ليلة وليلة
الليلة األولى أميرة مملكة الخيال كان يا مكان في سالف العصر واألوان عندما كان هنام شيريار وكنت أنا له شيرااد يحكى أنه في إحد ،ليالي الشتا ..في
ليلة عاصفة رعدا ..سمع رج بكا اً خافتاً حايناً آتياً من الخال ..
أخذت عينيه تجوب الفضا حوله ..أخذ ييتف من يبكي ؟ من هنام ؟ ٍ بر ٍ بصوت يشبه اليمس أجابته أنا هنا ..أنظر فوقم ..صوب قة ..
السما ..
ينظر فوقه قليالً ..يجوب الفضا بعينيه بعيداً بعيداً ..يعيد ندا أنت ؟ أين ِ الرنان ..من ِ أنت يا صاحبة البكا ؟
أنت ..أنظر جيداً إلى السما ..أنا تلم النجمة يجيبه الصوت :يا َ المتأللية البعيد ..أنا تلم المتوهجة الوحيد ..أنا من ضللت طريقي هذا المسا ..
عذ اًر سيدتي فأنا رج لم يسبق له الحديٍ مع أه السما ..سامحيني
ولكن كيف تتحدثين كما النسا ؟! ..ولماذا تبكين يا سيد المسا ؟! .. واع إن حديثم وبكا م لعجب العجاب..
أما عن حديثي ..فقد كنت باألمس أمير ممكلة الخيا ..
لصوت ضحكي تخر العقو وبجمالي يجن الرجا ..كان لي حظ
وافر من الدها حتى أني تفوقت على مثيالتي من النسا ..كنت 82
ومملكتي حديٍ الممالم والواليات ..كان الرجا يتبارون أييم يحظى مني برضا الفؤاد ..كان ك من حولي يتقربون إلي وكان قلبي مملكة
عذ ار ..لم يطأ بشر ولم يغعبر اليو ،لحيظات ..كان أبي الملم" ثاير” ملم مملكة الخيا يرغب في أن ياوجني ولكن أمر اواجي كان كدرب من المحا
..فمملكتي والممالم المجاور خلت أمامي من
الرجا ..توافد علي ملوم وأم ار كليم أمام دهايي صاروا أغبيا ..
ظ األمر هكذا لسنوات وسنوات حتى أتى للمملكة ااير ..
مجيو مغبر مكفير حاير ..عاش الغريب بين أه المملكة ..ما يرضييم يرضيه وما يرهقيم يرهقه ..لم يعلموا حقيقته أو من هو ..ك ما علمو هو أنه غريب ال أه له وال وطن ..رحالة حاير ..اشتغ
ما
شي ..ك
يب في ك اج َر الغر ُ بالتجار واشتير بالشطار ..تَ َ تشتييه نفس باإلمار ..ذاع سيطه واشتير وفي يوم من عموم أيام
الدهر ..صادف األمير في إحد ،اياراتيا للعامة ..لم موكبيا العظيم قادماً ..وحينما اقتربت أمعن النظر ..فلكا الحارس ااج اًر (أخف القامة يا هذا واكسر النظر(.
لحسن حظ التاجر توقف الموكب أمامه ..أااحت األمير
أستار هودجيا في رفق ..أنالت إحد ،قدمييا إستعداداً للناو ..فرأ، التاجر قدماً مخضباً بالحنا ذات كعب أنثوي ناحر تاينه الخالخي
83
والجواهر ..فاسترق النظر ..فإذا به يتجلى وجييا الملي الساحر كما في تمامه البدر..
نالت عن هودجيا ..تبسمت في رقة ..رك
بع
األطفا
إلييا ..أحتضنتيم في حنو وعطف شديدين ..لوحت مودعةً استعداداً للرحي معلنةً نياية ايارتيا ..كاد قلبه ينخطف معيا ..خفق قلبه بشد ..ااغت عينا ..
صراخ مفاجي !!! هرج ومرج !!! يا إليي !! ما هذا ؟!.. تلقى الغريب عن األمير سيم في الصدر..
صرخت األمير ..يا حراس أدركو ..هلموا أغيثو .. حمله الحراس إلى القصر ..رافقتيم األمير مرتعبة متوجسة ..صرخت
آمر " :هلموا ضعو بمخدعي ..أحضرو الطبيب حاالً في أي حا وأياً كان ملبسه “..
وقفت تتأم في قلق مالمحه ..تعترييا الدهشة من موقفه..
حضر الطبيب ..أخرج السيم من صدر ..طيَّر الجر وضمد ..
وقب أن يغادر أخبرها أنه فع ما عليه واع أعلم بما لديه ..
ما
عليكم سو ،أن تدعوا له ..ومحتم أن تنتابه حمى فأعينو علييا
بكمادات بارد ..
غادر الطبيب ..أمرت األمير وصيفاتيا أن يجلبوا الميا
البارد ..جلست برفق إلى جانبه ..سيرت طوا اللي بنفسيا تطببه 84
..نامت العيون إالعينييا ..ظلت في حنو تتأمله ..وألو مر يحدثيا قلبيا برج "ما أوسمه ..يشبه الفرسان في طلته" ..
ظلت على هذا الحا أيام وليا ..لم تذق عيناها النوم ولو
لدقايق ..لم تفارقه سو ،لمواقيت الصال ..كانت تفترش األر بجانبه لتصلي ..تتضرع ع أن ُيتِ َّم شفا وأن ُيري النور من جديد لعينيه ..حتى جا الفجر في يوم بالخير بين يديه ..أذن المؤذن جوَدت ..وفي الدعا بعذوبة للصال َّ .. همت وتوضأت وفي الصال َّ صوتيا ومالحة َكلِ َميا أسيبت ..فاستيقظ التاجر على صوتيا الساحر وتمتم في ضعف الحمد ع الذي هداني أن أدركم ..فيرولت إليه
مسرعةً ..حمداً ع على سالمتم ..ماذا أفع ألكافيم فك الشكر ال ينصفم ؟..
يا حراس ..أرسلوا في طلب الطبيب ..لقد استفاق التاجر الغريب.. حضر الطبيب ..كشف على المري
..وان أراد أمكنه اليوم الرحي ..
..شفي المقدام يا أميرتي تماماً
بعدما أشرق وجه األمير لخبر شفا الغريب ..تلبد بيموم
الفراق األكيد ..ولكنيا سرعان ما تمالكت نفسيا ورسمت ابتسامة رقيقة على ثغرها وتمتمت إذا هو الوداع أييا النبي ..ولكن قب الرحي كن
ضيف أبي الملم "ثاير" ..يا ُخ َّدام ع حضروا المآدب سيص الملم من سفر بعد قلي .. 85
وص الملم في موكب عظيم مييب ..ارتمت األمير بين
أحضانه
..لمعت بعينييا دمعة لم يلحظيا سوا ..فانخلع قلبه علييا وانتف ..ماذا بم صغيرتي ؟؟
نظرت إليه وكأنيا تشتكي ما أوشم من فراقيا إليه ولكنه لم يدرم بعد أي موقف لديه ..أخبرته بالحكاية كاملة ولكنيا أغفلت جا افتتانيا عن عمد في حكييا إليه..
أمر الملم بأن يأتي الغريب إليه..
دخ الغريب على الملم في وقار وأدب َّ .. حيا وجلس بين يديه..
في عظمة وقو قا الملم أحكي يا غريب حكايتم..
تردد الغريب وبعد سكوت دام برهة ..قا اعفيني أييا الملم العظيم فأنا ال أعلم لي حكاية ومنذ امن وأنا شارد غريب ..ال أعلم لي أه
وال وطن ..وا َّن ما لدي ألحكيه يا موالي ليو قلي القلي ..أما عن
اسمي ..فك من مررت بيم لقبوني بالغريب..
تفر َس في وجه الغريب بحثاً عن صدق أو م للحيظات َّ .. صمت المل ُ َ كذب ..كان الملم قد أيقن ما كان من حا ابنته وأنه أمام غريب رغم ظاهر الماليكي مريب..
بماذا شعر الملم ؟ وه صدق في شعور بالغريب ؟ وما هي حقيقته وما كان من سر لديه هذا ما سوف نعرفه في ليلة قادمة..
86
موالي ح الصبا الصيا ..موالي
وسكتت شيرااد عن الكالم المبا
عذ اًر أدركني
***
87
الليلة الثانية القرار بلغني أييا الملم السعيد ذو العق
الرشيد أنه عندما طلب
الملم من الغريب أن يحكي حكايته فتردد وارتبم مما أثار القلق في
نفس الملم فأخذ يحادثه بحثاً عن صدق أو كذب َّ .. مر الوقت سريعاً
في الحديٍ ..أمر الملم بأن ُيعطى الغريب وانه ذهباً مكافأ ً إلنقاذ األمير من ذام السيم الغادر ..فأبى الغريب أن يأخذ المكافأ ألن بك كنوا األر
رو األمير ال تكا
..رح الغريب عن القصر..
وقفت األمير في شرفتيا تتأمله يبتعد ..نظر الغريب لألعلى
صوب وجييا ..فلوحت له مودعةً بمنديليا ..ثم تركت المندي للريا
تحمله هدية ليد ..
التقط المندي
الغريب بين أه
واختفى الغريب في الفضا
المملكة معاملة األبطا
البعيد ..عوم
..راجت تجارته وربحت
ار.. بضاعته وأصب الغريب بين أه المملكة فارساً مغو اً
تردد الغريب كثي اًر قب أن يحاو رؤية األمير ..صار يختلق نيار .. في ايار القصر األعذار ..بات يحوم تحت شرفتيا لي أخبرت الوصيفات األمير ..باتت تنتظر ك يوم ..ثم جا يوم َّ حدثَت نفسيا لماذا ال تقابله؟! ..بات حلميا وما تتمنا ..لماذا ال تقابله ؟! ..
88
أرسلت له إحد ،وصيفاتيا محملة برسالة مفادها ..سيدتي تبلغم” انتظرني في طرف الغابة عند الجدو تحت شجر الياسمين
هم يسابق الريا القديمة الفرعا " َّ ..
ينتظر الوصيفة لتخبر بموعد اللقا ..
للقا األحباب ..من فرحته لم
مضت ساعات وساعات غلب النعاس الغريب حتى ح
المسا ..فاستفاق في ذهو مما حدٍ واستغرب أن األمير لم تظير بعد ..ثم تذكر أن الوصيفة لم تذكر الميعاد ..ف ار يلعن الشيطان فقد
أَ ْن َستْهُ الفرحة أن يسأليا عن الميعاد ..هرو للقصر مر أخر .. ،فوجد عند سياج الحديقة مندي وردي مربوط بشجر الورد البيضا كتب عليه
":رب حلم أرق األحباب يأتي له الغد ميعاد ..بين لهفة واشتياق يشهد المساء لقاء بعد غياب"
بستر المسا ..و َّ وأتى ِ تبد ،بسحر اللقا ..ليجتمعا ألو مر
العاشقان منذ ألف عام بعمر األشواق ..طيف فرس أبي األشجار ..تعتلي الفرس جميلة في عبا
يشق
حم ار ..يتوقف الفرس أمام
الغريب ..يمسم فارسيا بلجام فرسيا ٍ بيد ويد األخر ،تمسم بإحد، يدييا لتنا في عشق عن سرجيا ..تقف في ذام الغمو
الملتحف
بالسحر أمام عينيه ملثمة بخمارها ال يظير منه سو ،عينييا بكحلييما
..يمد يد ليكشف عن وجييا ..يا اع ..تبارم الخالق في صنعه .. من بنات األنس سيدتي أم من حوريات الجان.. 89
تحمر وجنتا األمير ..يلقي القمر بضويه على وجييا فيتجلى جما
األر
العينين ..يتأمليا فارسيا وينطق بكلمات تذهب عق والسما ..
أه
" ومن العيون ما يقتل دون إنذار ومنها ما يحيي كما األقدار ومنها ما تعجز أمامه فال تعلم هل صعدت لنجمة أم ضربك إعصار"
نشب بين األمير والغريب حب لم ُي ْشيَ ْد له مثي ..كانت األمير تتخفى في عبا تيا الحم ار فال يبرا منيا سو ،العينين لتلتقيه في أطراف الغاب وعلى هذا دام الحا فلم ُيْل ِق َيا للكون با .. راقبيما الملم من بعيد دون علميما ..حتى جا يوم
واستدعاها الملم لحضرته بعد أن تركت الغريب لوحدته ..صرف الحراس وغلَّق األبواب وفي حام الملوم أمرها بالجلوس بين يديه ..
بادرها قايالً :علمت بسطو الملوم وحكمة الحكما ِ أنم على عالقة بذام التاجر المريب من أسمو الغريب ..وأنكم تلتقون ك يوم دون
علمنا بأطراف الغاب وكنا نراقبكم من بعيد ..ه هذا ما أمال عليكم
ضميركم ووضعنا ؟!
ارتبكت األمير ولمعت بعينييا دمعةُ َم ْن َعلِ َم ما انتظر من ٍ مصير ..فصمتت قليالً ثم تمتمت في وج ٍ شديد "يا سيدي ه أحدثم
كملم أم كوالدي ؟" ..
90
فشعر بضعفيا ورفق بحاليا األب الملم ..وبصوت بين الحام والحنو أبا ليا الحديٍ قايالً هاتي ما عندم يا ابنتي..
يا سيدي إنم أحسنت على الدين نشأتي ..من العلوم والفنون
أتخمت جعبتي ..فصار العق حاكماً ..و القلب جامحاً ..وصا ار في
الكون ال يرضييما رج ..تصمت قليالً ..ثم تواص ..يا سيدي ظن العامة قب الخاصة أني سيد بال قلب ..وأظنم يا سيدي منيم في
ع تقترن ..يا سيدي ما حدثتم قط عن حلم َّأرق الميد ..وألم الظن ُ تصمت قليالً ..من عينييا تترقرق دمعة استبا منذ امن الوجد .. ُ ينخلع ليا القلب ..تواص ..ه يوماً أثقلتم بآهة قط ؟! ..
ينظر ليا الملم في ذهو ..في صمت ..ألو مر منذ كانت
صغير يراها تبكي ..يحادٍ نفسه ماذا فع بيا هذا الشاب ؟ ! يعتد الملم في جلسته ..يمس في غمو
لحيته ..يتفرس في وجييا ..
من نظرته تعلم أنه اتخذ ق ار اًر صعباً يرتعد له القلب ..ماذا كان قرار
الملم ؟ وماذا كان موقف العاشقين ؟ هذا هو ما سوف نعرفه في ليلة قادمة من ليا ألف ليلة وليلة.. موالي ح الصبا
الصيا ..موالي
وسكتت شيرااد عن الكالم المبا
عذ اًر أدركني
***
91
الليلة الثالثة شجرة الياسمين بلغني أييا الملم السعيد ذو العق
الملم في جلسته ..ماسحاً في غمو
الرشيد أنه حينما اعتد
لحيته ..متفرساً في وجه ابنته
..كانت األمير العاشقة تنتظر ق ار اًر إما بالحيا أو بالموت .. صمت الملم قليالً ..نظر إلييا نظر حاد قوية ..شعرت أن قرار
أمر بالموت فترقرقت من عينييا دمعة حان ..لحاليا تبسم سيكون اً الملم بسمة حلم قايالً“ :حسناً ِ لم ما شيت يا ابنتي ،اذهبي للغريب .. أخبريه أن يأتي إلي غداً بعد صال العصر" ..ركضت األمير في فر
إلى ُميرها ..امتطته وانطلقا معاً يسابقان الريا في ليفة إلى الغريب بميرها الغابة ..كانت الذي أصب بأمر اع حبيب قريب ..عبرت ُ ٍ كسحر تنثر على ك ما حوليا ..وصلت إلى شجر الياسمين سعادتيا
الفرعا ..التقاها الحبيب تحت الشجر باسطاً يديه إلييا ..ارتمت في أحضانه في سعاد ال مثي ليا ..كان مشيداً ساح اًر وأفرع الشجر
المحملة بالياسمين تتدلى وكأنيا تخفييما والنسيم يداعب الفروع وشذا
الياسمين في عشق يلفيما ..فجأ اشتدت الريا وبدأت أفرع األشجار
تتحرم بقو ..نظر الغريب حوله باحثاً عن مكان ليستت ار به واذا بالسما تمطر علييما ..في خضم بحثه وقعت عينيه على األمير وقد
أغمضت عينييا واتجه وجييا إلى السما وفتحت ذراعييا للريا وكأنيا 92
تحتضنيا ..وقطرات المطر تتساقط كالنجمات على جسدها ..تغمرها ..كانت تشع جماالً وسح اًر ..وقف في ذهو وعشق يتأمليا متمتماً تبارم اع في خلقه ما أجمليا من شبييا بالقمر ظلميا وه يرتقي
القمر لمرتبة جماليا ..أخذ الحبيب يلف حوليا في بط شديد للحيظات وكأنه يود أن يحفظ في ذاكرته سحرها من ك الجيات ثم توقف أماميا ناظ اًر بتدله إلييا ..ضميا إلى صدر بقو و َّقب جبينيا ..سبحان من جمع بين قلبييما ..
أخذا يركضا و ار بعضيما البع
حتى سقط على األر
تحت شجرتيما جاذباً إياها لتسقط بين ذراعيه ..جلسا هكذا طوا اللي ٍ سحر .. وقد ألقى القمر بضويه الفضي علييما فاادهما سح اًر على وعند ساعات الصبا األولى همت األمير عايد ً إلى قصرها وقد أخبرت الحبيب أن والدها ينتظر بعد صال العصر . أقب الغريب على الملم في أبيى حلته كأنه أمير منحدر من
ساللة ملوم ..جلس بين يدي الملم في هدو وأدب ..جمعتيما لحظة صمت طويلة ال يعلم كالهما من يبدأ الحديٍ ..نظر الملم إلى
هم قايالً موالي الغريب ..تبسم الغريب ابتسامة سعاد يلفيا حرج َّ .. لقد جيتم طالباً ، ....استوقفه الملم قايالً يا حراس أعلنوا خطبة
ساهر اً األمير على الغريب التاجر ..وغداً بإذن اع نقيم لخطبتيما حفالً
93
..ثم نظر إلى الغريب وقا له أرام غداً في تمام بيايم يا نسيب الملم ..
ُعلِ َن خرج الغريب وسعادته تملؤ يكاد يطير فرحاً مما علم ..أ ْ الخبر في جميع أرجا المملكة ..حان الموعد ..ذهب التاجر إلى القصر في موكب كمواكب الملوم ..انتظر عروسه لتتنا ألجله .. ها هي تتجلى كما القمر بيد أبييا ..أخذت تتياد ،على درجات سلميا في سحر ..تتنا كيبة إليية ألجله وحد اليوم ..أخذ بيدها و َّقب َ جبينييما ..انطلقا كتفي الملم ويد اليمنى ..باركيما الملم و َّقب َ في موكبيما بسعاد بين أه المملكة ..أخذ الك يرقص في سعاد وفر ال مثي ليما ..في خضم انشغا الجميع جذبت األمير حبيبيا من يد امتطيا فرسه راكضين إلى الغابة حيٍ شجر عشقيما ..ناال وله ور ٍ من على صيو جواد ..جلست تحت قدميه همست في ٍ قة : أميرة خيروني بين عرشي وقلبك ..فاخترت أن أعيش جارية تحت قدميك
ليس ذال أو هوانا ،وال قه ار أو استكانة ..إنما هي رغبة تشعر القلب باألمان عندما
معك
أكون
كالفراشة
أطير
كاألطفال
وأصبح
..
كلمة ترضيني ووعد يكفيني ولمسة تنقلني من حال إلى حال ..
أحببتك حتى الموت وسكنت في الوجد وتنفستك كعبير الورد .. أهديتك
قلبي
وتنازلت
عما
،
أنا
وتوجتك
فيه
..
ملكا
عل
على
ضعفي
عرش
يرقق
انحنى الحبيب ليأخذ بيد مليكته جاذباً إياها لتني
وجدي
قلبك
لقلبي
.. ..
بين يديه ..
نظر إلى عينييا في حب وامتنان شديدين ..من هو ما تلفظت به 94
وعظمته لم يعلم ماذا يقو ..جذبيا إلى صدر ..ضميا بقو
شديد
..همس بأذنيا ”:آ لو تعلمين يا مليكتي كم أعشقم” ..قب جبينيا ويدييا ..وانحنى ليأتي باهر حم ار جاورتيما على األر
..ما أن
قطفيا وهم ليقف ..حتى داهمه سيم غادر بصدر ..سقط بين يدييا ..أخذت األمير تصرخ في هو وصدمة ولكن لم يسمعيا أحد ..
أخذت تستنجد ..أدركوني ..أغيثوني ..وفي موجة من البكا أخذت ترك
يميناً ويسا اًر ال تعلم ماذا تفع أو إلى أين تذهب ال تجد من
يدركيا ..سقطت على األر
بجانبه تنظر إليه تار وتار أخر ،إلى
يدييا المخضبة بدمايه في ذهو وكأنيا انفصلت عن ك ما حوليا
ودموعيا تنيمر بشد ..ثم وقفت فجأ وأخذت تحاو جذبه تجا جواد
..عانت كثي اًر حتى استطاعت رفعه على صيو جواد وجلست خلفه وانطلقت به إلى القصر مسابقةً الريا ..ما أن وصلت القصر حتى
صرخت ..يا حراس أدركوني ..أغيثوني ..خرج جميع من بالقصر
إلييا ..هم الملم إلى ابنته يحتضنيا ..لمحت بعينيه نظر لم تعيدها قط ..نظر غدر ..أخذت تبتعد عنه ..حاو الملم أن يقترب منيا وأن يأخذ بيدها ولكنيا أبت وامتطت جواد حبيبيا وأخذت ترك
بكالهما ال تعلم إلى أين تذهب حتى اخترقت الغابة فوجدت كوخ
بأطراف الغابة أنالت حبيبيا من على صيو جواد ووضعته داخ اش با ٍ ٍ الكوخ على فر ٍ قديم ينم عن كوخ تم هجر من سنين ..وضعته 95
وخرجت ترك
لتبحٍ عن شي يطببه وميا لتنظف بيا جرحه واثنا
بحثيا تذكرت كلمات إحد ،وصيفاتيا عن ساحر شرير بيتيا بأطراف
الغابة قد تستطيع إنقاذ حبيبيا ولكن مقاب شي هي فقط من تحدد ..
اعتلت الجواد وأخذت ترك
إلى بيت الساحر ..ما أن وصلت حتى
هاج الجواد وماج ..ياله من مكان موحش مخيف ..نالت عن صيو
الجواد واقتربت في حذر من بيت الساحر تتمتم باسم اع الحفيظ .. ٍ بصوت وقفت بالباب تطرقه ..انفت الباب محدثاً صري اًر مخيفاً ..واذا موحش ر ٍ ٍ هيب يردد أهالً باألمير ابنة ملكنا الرعديد ..أهالً بابنة من ِ عسام نفاني إلى الغاب البعيد ..األمير تريد حيا الحبيب ..ماذا
مقاب حياته تدفعين ؟؟ اقتربت األمير تجا الصوت واذا بيا عجوا قالت األمير بسم اع الحفيظ ..يا سيدتي
قبيحة ..بصوت خفي أدفع ِ لم أي شي تريدين ..فضحكت الساحر ضحكة شرير واقتربت من وجه األمير وتلمسته بيدييا الدميمة قايلةً
؟! ..فأجابتيا األمير “نعم ..أي شي تطلبينه” ..
"أي شي "
فأصرت الساحر "حتى وان كان هذا الشي هو وجيم الساحر َّ
وجمالم الفتان ..وصوتم الجمي ؟ ”..أجابت األمير في قو وحسم
"أي شي ميما كان" ..فأجابتيا الساحر بضحكة شرير مجلجلة ِ شيت ِ .. ِ وأردفت في خبٍ شديد “إذا ِ شيت” وغطى لم ما لم ما ضحكيا الكون واختفى ك 96
شي فجأ ووجدت األمير نفسيا تقف
وحيد في العدم يلفيا الظالم والضباب من ك صوب وحدب حتى ظيرت الساحر الشرير في هيية األمير من وسط الضباب همت األمير
تكلميا فلم يخرج ليا صوت ..يا إليي جردتيا حتى من صوتيا ..لم تترم ليا سو ،العينين ..أعطتيا الدوا واقتربت منيا قايلةً “تركت ِ لم
عينيم فإن كان أحبم حقاً سوف يتعرف عليم وحينيا فقط إن قبلم كما أنت فلم ما أخذت ِ منم ..آ من قلبي يالي من ساحر رحيمة القلب وانطلقت بضحكة سخرية مجلجلة ..ثم اقتربت من وجه األمير في
خبٍ وشر وهمست أما إذا رفضم ستكونين دفعتي ثمناً غالياً لحيا ِ عنم ..خطفت األمير قنينة الدوا من ألج المظاهر سوف يتخلى
تردد صوت
من يد الساحر وركضت عايد ً وحينما كانت ترك الساحر قايالً "ال تنسي ثالٍ نقاط فقط ك يوم" ركضت إلى الكوخ الميجور حيٍ هو ممدد حبيبيا ..جلست بجوار ..رفعت رأسه إلييا
..وضعت ثالثة نقاط من الدوا على شفتيه ..ابتلعيا بصعوبة وهو هايم في غيبوبته ..جلست بجانبه تيتم به وتطببه ..ظلت تعطيه
الثالٍ نقاط يومياً ..كان جسد محموماً وكانت دوماً تدعو بالشفا له
..كانت تراقبه وهو ينطق باسميا في غيبوبته وتنتظر أن يفت عينيه ويميا عينييا فتعود بكام جماليا وصوتيا إليه ..كانت تخرج من أج جلب الطعام فقط ..سمعت الكثير والكثير عن تغير حا األمير
وكيف أصبحت طباعيا شرير ..
97
حتى جا يوم كانت تصلي وتدعو اع أن يكتب الشفا لحبيبيا وما أن سلَّ َمت واتَ َّمت صالتيا حتى سمعت صوت حبيبيا ينادي علييا فَيَ َّمت إليه فَ ِر َحة فإذا به يفاع منيا ..فاع قايالً يا إليي كم أنت قبيحة ابتعدي عني ..حاولت أن تخبر ما حدٍ ليا ولكن لم يسعفيا صوتيا ٍ شفقة وجاٍع ..صمتت وترقرقت من عينييا دمعة ألم ..نظر إلييا في
شديدين ..أراد أن يحدثيا بشي ولكنه لم يستطع ..فلملمت أشيا ها وهمت ذاهبة فاستوقفيا قايالً "يا سيدتي البيت في أصله ِ لم أنا من
سيذهب إلى ديار فينام أميرتي تنتظرني ..بالتأكيد هي ال تعلم أين أنا أو ماذا ح َّ بي واال لما تركتني” .. َّ ودعيا وتركيا لحانيا وألميا ووحدتيا وذهب إلى أميرته في قصرها..
ما أن وص حتى فوجي به الحراس وصدم برؤيته الملم ..
ما أن رأينه الوصيفات حتى أسرعوا إلى أميرتين ليخبرنيا عن حبيبيا
..علمت الساحر الشرير المتخفية في شك األمير أي اختيار كان من
الحبيب وأنه أغف العيون الحقيقية ألميرته فتمتمت وها هو حبيبم أيضاً بات لي أيتيا األمير المسكينة وقريباً سوف يكون لي أيضاً عرش الملم
وجلجلت في أرجا القصر ضحكتيا الشرير ..
نالت إليه وما أن قابلته حتى ارتمت بين ذراعيه ونظرت
لوالدها نظر آمر قايلةً أقيموا األف ار وأعلنوا اواجنا ..
98
في رضوخ غريب أعطى الملم أوامر بإقامة األف ار والليالي
المال ..و َّ ها الخبر أصدا المملكة ..ووص األمير المسكينة خبر اواج حبيبيا من الساحر الشرير ..جلست تبكي تحت شجر الياسمينة
..واذا بالشجرِ تحدثيا ..فاعت األمير من حديٍ الشجر وتمتمت بسم اع ..فقالت ليا الشجر "ال تخافي يا أميرتي فأنا ساحر الغابة الطيبة ..علمت بحالم وما جرِ ، لم ..لو أنم فقط أتيتي إلي .. اتركينا مما فات وا ن اذهبي إلى حبيبم وانظري إليه وبمشيية اع
سوف يتعرف عليكي قلبه ولن يخذلم ..ركضت األمير إلى عرس
حبيبيا على الساحر الشرير ..قابلته على باب القصر ..وقف يتأمليا
ووقفت تتأمله ..كانت عيناها تنطق له بما تحمله من شوق إليه ..
ت على كتفيا وأمر الحراس بأن يكرموها رداً لمعروفيا ..يا إليي مر رَّب َ أخر ،خذليا ..جا موعد العرس ورأته يمسم بيد ام أر على هيأتيا ولكن ليست هي ..وقفت في حان تتأمليما ..وتبكي بكا اً حارقاً ..
حتى لمحت شخصاً ما بين الحضور يتأهب ليرمي الملم بسيم مسموم
..انتفضت مرتعبة وركضت تجا الملم فإذا بالسيم بدالً من أن يصيب الملم يخترق قلبيا ..وقعت على األر
والحبيب والساحر الشرير ..اا
أمام ك من الملم
السحر وعادت كالً من األمير
والساحر إلى هييتيما القديمة ..وقع كالً من الملم والحبيب على األر
بجانب أميرتيما مصدومين ..جلسا بجانبيا ينتحبان ..
99
الحبيب :يا إليي ماذا فعلت؟! ..كيف لم أعرفم حبيبتي؟! .. الملم :رحمام ربي ..كيف لم أميا ابنتي ..
وضعت أنامليا على شفا حبيبيا ..أمسكت بيد ملكيا ووالدها
..همست في ضعف “حمداً ع على سالمتكما ..وما نفع حياتي إن لم تكن فدا اً ألحب من لدي” ضميا الحبيب بحنو إلى صدر باكياً .. أعاد النظر إلى عينييا متمتماً كيف لم أعرفم يا حبيبتي؟! كيف ؟! ..
أغمضت األمير عينييا ..سقطت يدها من يد والدها ..رحلت في
هدو عن الكون ..
دوت صرخة كالً من الحبيب والملم في جميع أنحا المملكة َّ
معلنةً حداداً ال نياية له ..فجأ تظير فراشات ماركشة بأاهى األلوان
..تتجمعن ليشكلن الساحر الطيبة ..تمد الساحر يدها لألمير .. ترتفع بروحيا الذكية إلى السما متوهجة ..توعدعُ األمير والدها وحبيبيا بابتسامة آثر بآثار حانيا ملتحفة حاير ..رغم ك األلم ساحر .. تخبرهما الساحر بأن األمير سوف تصب نجمة في السما ..وأنيم لم
يروها سو ،في الليالي الحالكة المظلمة ..
النجمة :وهذا ما كان من حكايتي أييا الغريب عابر السبي ..بعيد أنا
يباي ..وحيد في تلم السما الشاسعة ..أشع نو اًر لعابري عن َحبِ ْ السبي ..وأعتصر ألماً فأنا دلي من ال دلي له وال أملم على وجيتي
دلي .. 100
عابر السبي :يا إليي ..كم هي محانة قصتم سيدتي ..ويا ليذا الكون كم يحتوي على قلوب حاير وعشاق مكلومين ..
النجمة تشع رضا قايلةً :ال يغرنم حاني أييا الغريب ..فأنا رغم األلم نجمة تيدي الماليين ..
وهذا ما كان من حا األمير المسكينة وعاشقيا الوليان وما كان من
قدرهما وأحاان أعظم ملوم الامان .. موالي ح الصبا
الصيا ..موالي
وسكتت شيرااد عن الكالم المبا
عذ اًر أدركني
***
101
()8 ساديـــة قلـــم
كنت قد احترفت األلم والقلم معاً في ٍ سن صغيرٍ ..أو بتعبير ٍ أدق في مرحلة من األنوثة مبكرٍ وثير ..كنت اعتمد في كتاباتي على
الذكريات ..ذكريات لرفا عشاق ..ذكريات الم ..لدموع ..
ذكريات توقد دوماً نيران الشوق وتمجد مواقع األشواق ولكن دوماً كان هنام معضلة تقابلني وهي شراسة الذكريات فيي وحش كاسر يستحي ترويضه أو هذا ما كان من تفكيري حينيا ..قضيت عم اًر في تروي
آالمي ..حتى بت أعلم كيف أطوع الذكر ،وأسطر بقلمي ا هات ..
أذكر أنني توقفت عن المطالبة بحق النسيان منذ امن طوي مما أثار
في نفس أعا صديقاتي -وقد كانت من الكاتبات هي األخر- ، الذهو في وقت ما ..كانت تمر بلحظات حرجة في قصة عشقيا ..
ت كنا نتحدٍ عن الحب والحيا ..عن الذكريات ..وأثنا حديثنا تَفَ َو َه ْ بكلمات عن النسيان وتضرعات ع كي تنسى من تحب ..ابتياالت كي يتوقف األلم ..كان في حديثيا من الجنون والسفه ما أثار حنقي
علييا ..أي ام أر تتفو بتلم الترهات ..وكاتبة؟! ..نسيان الذكريات يعني موت الحب ..موت الحب يعني اندثار ا الم مما يحتم بالضرور
اندثار الحس وقد كانت هذ مشكلتي مع الحيا فال كتابه من دون حس وال حس من دون ألم وال آالم من دون ذكريات ..كانت هذ بمثابة
مسلمات بالنسبة لي في عالم الكتابة ..كانت كلماتيا بالنسبة إلي
ترهات وكان تعقيبي بالنسبة ليا بمثابة جنون وابتداعات ..فعندما 104
واجيتيا بما أثار حنقي صمتت قليالً في ذهو ثم عقبت بدهشة
يخالطيا انبيار " :لم َأر بحياتي ام أر تحترف السادية ألج الكتابة" جملة صادمة أدهشتني ولكنيا في ذات الحين أعجبتني ..فقد شعرت بعظمة خالطتيا نشو انتصار ..كانت جملة صديقتي بمثابة نيشان يسد على آالمي الستار ..
ظللت أفكر كثي اًر في حديثنا ..في جملتيا ..أخذت ابحٍ في
ذاكرتي عن أو مر مارست فييا سادية القلم تجا الذكريات ..بحثت
وبحثت حتى الحت صورتم من داخ صندوق ذكرياتي ..حينيا فقد
تذكرت كنت أنت أو من أليمني السادية ..في ذلم اليوم بالذات ..
صمت ..أرحت رأسي للو ار قليالً ..أغمضت عيني ..
بدأ األمر بيوم مشرق ذكرني بابتسامتم ..بقصتي معم ..
تبسمت ..فمن بيا حينيا أمسكت القلم وكتبت" :اليوم أعتقد أنم َّ
السن أشرق الكون" .
يا إليي ماالت أتذكر تلم االبتسامة الماليكية ..شفا دبقة ..
أسنان منمقة ..عيون بسحرها ضاحكة ..
أتذكر سيدي؟ ..في مث هذا اليوم منذ عامين قابلتم ..في مث هذا
اليوم اندفعت من الاه ار إلى المريخ قاصد قلبم.. كان إ ْفتِتَاننا أم اًر خارقاً للعاد ..لم تكن فتر صداقتنا طويلة ولم
تكن وثيقة ولكن أعترف بأنه كان ليا مذاقيا الخاص ..كنت دوماً 105
اترقب تعليقاتم على كتاباتي ..كم كنت أعشق أسلوبم في التعليق على نصوصي الساخر ..كنت كلما علقت على نص ساخر لي أرفقت
ضحكة مكتوبة ..من فرط سعادتي شعرتيا باهوم بي صارخة ..
أذكر أنه في أو حديٍ فعلي لنا ..أخبرتني بأنم كنت
تتسا
أي ام أر جامحة تستطيع العاف على أوتار الورق هكذا ..
وأنم كك فرسان الشرق بسبب أحد نصوصي الشعرية عن "آدم" قد تسا لت ..أي ام أر تستطيع التفتيش في خبايا عق آدم كتلم وأي
ذكا أنثوي يخفيه عقليا..
أتعلم ..كنت قبلم وحيد ..وهكذا كان من حولي يرونني .. يوم كنت وأمي في لحظة صفا وثرثر فسألتيا عن ما إذا كانت تعتقد أنه يمكن لي أن أحب فأجابتني بشك صادم وقاطع "ال " .. لم تقصد القسو ب
كانت تصف واقعي القاسي حينيا فلم يكن لي
أصدقا على كثر معارفي ..لم تكن لي حيا اجتماعية سو ،بين
قصايدي وسطور حكاياتي ..ورغم ذلم لم تكن حياتي مارية ..على
العكس فقد كانت حيا مفعمة بالتقدم والنجا إال في الجانب العاطفي
طبعاً ففي هذا الجانب كانت كلمة "مارية" لتكون نقطة في بحر ضمن
كون فسي ..
بدأنا نتحادٍ ..بدأ ك
منا يشغ
حيا كبير من فكر
ا خر ..ثم تحو االنجذاب إلى إعجاب مفرط 106
بمجرد أن بدأت
المكالمات الياتفية ثم جا قرار اللقا ..أيا كان ما جذبنا وقتيا فلم يكن بقو إنجذابنا حين التقينا رغم ك ماكان من اعتبارات تعيق ق اررنا.
جا يوم اللقا ..كان التوتر يمأل اليوا ..كنت أود أن أبدو
كحورية ..حتى أنني كدت استعين بك ما أوتيت من أنوثة وجاذبية عليم ..
ارتديت تنورتي البيضا تعتلييا بلوا حم ار
بربرية ..كحلت
عيوني بسحر النسا ..أضرجت شفتي بدما العشاق ..تعطرت بأريج
األاهار البرية ..
أذكر أنم هاتفتني لتسألني أي األلوان سوف أرتدي وحينما
ت أجبتم باللون األحمر أعربت لي عن كرهم ليذا اللون وحينيا َعقَّْب ُ على كلماتم بثقة المتيقن أنني أعدم بتغيير نظرتم ليذا اللون وأنه عما قريب سيصب المفض لديم..
كان ميعادنا في الخامسة والنصف عص اًر ..ال أخفيم س اًر فقد
رفرفت كفراشة عندما سمعت أنم قب ميعادنا بنصف ساعة قد وصلت ..كان هذا دليالً جلياً على شوقم ..
بفع الاحام الصيفي تأخرت عليم قليالً ..دخلت المقيى وقد
كانت عيناي تبحثان عنم في شوق وليفة ..تميلت قليالً ..أشحت
بنظري لألعلى ..عندها وجدتم جالساً تنتظرني في هدو ساحر .. كنت قد سحرتني بعينيم السارحتين قب أن تتالقي عينانا ..وياله من 107
تال ٍ ق للعيون ..شعرت حينيا وكأن الكون اشعَّ بيجةً وبياضاً وأن ك من حولنا قد تالشوا ..توقف الوقت للحيظات عند هذ االلتقا
..
أذكر أنم انتفضت واقفاً حينيا وتَ َس َّمرت ناظ اًر إلي وكأن إعصا اًر ضرب كيانم وأطا بم .. بعد ثوان عاد الكون إلى حركته ..تياديت أنا صعوداً لدرجات
السلم المؤدي إليم ..وحينما وصلت وجدتم تمد يديم إلي كأمير ساحر أمسكت يدي لتجلسني على المقعد المقاب لم ..جلست في
صمت لوهلة تتأملني ..أحمرت وجنتاي خجالً من نظراتم الملتيبة
الثابتة ..
أخذنا نتحادٍ كثي اًر حتى مر الوقت مسرعاً ..حان موعد
الرحي ..كانت نظراتم تفض سرم ..وكنت أنا سعيد بذلم ..كدنا نفترق عند باب المقيى إال أنم أبيت في جنون إال أن توصلني حتى
أركب سيارتي ..كان ذلم درب من الجنون ومغامر طايشة من كلينا إال أننا لم نأبه سو ،لما أحسسنا ..
وصلنا لباب السيار ..طبعت قبلة رقيقة على يدي ..ودعنا
بعضنا بنظرات أليبيا العشق أتعسيا الفراق ..كان لقا اً ساح اًر بك ما
تعنيه الكلمة من معنى ..
توالت لقا اتنا ..توثقت عالقتنا بشد ..كنا نتحادٍ لي
نيار
..كانت الدنيا وكأنه كساها الربيع وبعد شتا قارس طوي قد أاهرت . 108
أتعلم حينيا شعرت أني امتلكت الدنيا وما فييا ..تالشت ك أمنياتي وتبدلن بم ..بت أنت أماني وأحالمي ..بات كوني كله يدور حولم ..أذكر أنني على يدم تعلمت اليجا في العشق ..أتقنت
أبجدية العشاق ..شوق اليمسات ..حرار األشواق ..معا اقترفنا أروع
الحماقات ..تالشى الكون معم وبم ..وبت أنا السلطانة جارية تحت قدميم ..موالي كم عشقت في بالطم الرق..
أذكر أنني في يوم جلست على مقعد كنا قد جلسنا به على شاطي
البحر ..نظرت إلى السما وأخذت أحادٍ اع ..كنت أناجيه ..كنت أشكر ،كنت أرجو ..كنت أسأله ..ربي لكم أتمنا ..ربي إن أخذت
مني ك شي فال تحرمني إيا ..ربي هبني إيا اوجاً أحبه وأرعا .. يوميا كنت على استعداد للتضحية بأي شي مقاب أن أقضي ما تبقى
من عمري معم ..أن أحم داخلي طف من دمم ..
أتعلم مر شخص بحياتي أخبرني أن المشكلة ليست في إنجاب
األطفا ب فيمن ننجبيم منيم ..اقتصرت أحالمي على انجاب طف
منم ..أن أحم على كفي طف يحم دمينا ..طف نتشاطر به
مالمحنا ..وكي أصدقم القو كم تمنيت أن يحم مالمحم وقسماتم ..عيونم وبسماتم ..تمنيت فقط أن يحم مني قلبي ليحبم مث أمه اسمم .
يا إليي كم كان األمر ليكون رايعاً أن أحم داخلي من يحم
109
أحالم وأحالم وأحالم كليا تحطمت على صخر الفراق ..اليوم تعلمت مفاد أنه ليس ك ما يتمنا المر يناله ..
ال أنكر كنت من السفه أن حاولت نسيانم ..ولكن سرعان ما
كانت تجثم فوقي ذكرياتي ..كنت أحم الذكر ،على ظيري أينما ذهبت ..كنت أبتعد عنم ثم في وهلة أعود إليم ..وال يخفى س اًر عنم
أنم في َجْلدي وتعذيبي أبدعت .. بدأ حبي لم بتناا تلته تنااالت ولم تكن أنت ممن يقدرون تنااالت العشاق ..وعندما تيون التنااالت يتحو العشق إلى امتيا ..
بدأ الحب يتحو إلدمان مرضي على سماع صوتم ..على امتيانم
..كنت تشبه في دمي السرطان..
أتعلم أعتقد أنه إن استعملت مصطل
حياتي حينيا سيكون هذا أفض
العصور المظلمة في
وصف لحبم ..تألمت كثي اًر وااد
االمتيان آالمي فأنا سيد ما اعتادت الذ والحرمان ..كبوت بشد
ولكن الامن يداوي ا الم ..
لو سألتني حينيا ه قصدتي النسيان كنت سأجيبم نعم من
ك قلبي وبك جوارحي ولكن مع الوقت تعلمت أن روعة الشخص في آالمه .فقد اادتني مسحة الحان بعيني بيا اً ..وأضفى علي ألمي غموضا واثار أسرت من حولي ..حينيا وحينيا فقط أيقنت أن أفض
انتقام منم هو أن أجع ذكرام سبية لقلمي ..بت أصليا وقتما ابتغيت
وأهجرها وقتما ابتغيت.. 110
بت أنسام وقتما أحب وأتذكرم وقتما أحب ..بت استحضرم
وقتما شيت واتجاهلم وقتما شيت ..عدت أنا السلطانة وأنت وذكرام
لكتاباتي عبد..
ارتسمت على شفتي بسمة رضا واهو ..عدت إلى عالم الواقع
..اعتدلت في جلستي ..تناولت فنجان قيوتي ..فتحت الراديو واذا بيا "نجا الصغير " تشدو برايعتيا "اسألم الرحي " ..فقيقيت ضاحكة فأنا ام أر ما عادت تعرف السؤا وال العوي .. ***
111
()9 العيطموس
كم يسحرني تأللؤ النجمات في تلم السما الحالكة الفسيحة .. يأثرني ب ار
الكون وسحر صح ارينا األم ..تلم الشاسعة المترامية
البعيد ..كما تذهلني قدر رجالنا على جع أكواننا بضآلة الانااين الضيقة الصغير .. كك
نسا
القبيلة حلمت بفارس األحالم ،كنا نستقي
الرومانسية والحب من أبطا األفالم ومن تعلمن مَّنا كن يستقينيا أيضاً من أشعار ناار وكتب الروايات الميربة المتخمة بالحب والشوق
وأساطير العشاق القديمة ..
كنت من هؤال القليالت الالتي تعلمن وكنت واحد ،صديقاتي
الوحيدتين اللتين عملتا بعد تعليمين ..
لم يكن أبي بذام الرج المتفاهم ولكن لحسن حظي أنه لم ينجب سواي ..فقد َع َّو َ عن عدم إنجابه لولد بأن علَّ َمني على خالف قريناتي من الفتيات .. يستغرب الكثيرون من موقف أبي حيٍ أنه لم يتاوج مر أخر،
إلنجاب الولد الذي يتمنا ..فقد اكتفى على عكس ك رجا القبيلة
ٍ مبرر لمن حوله فقد كان تعدد بأمي اوجةً له ..كان موقفه غير الاوجات أمر عادي ب عاد راسخة من عادات الرجا في أعرافنا ..
انتقد أهله وراجعته في قرار أكثر من مر قبيلته ولكنه ظ على رأيه ثابتاً إال أن حياته كأغلب رجا القبيلة لم تخلو من اليفوات والناوات .. 114
ال أذكر أن رأيت أبي يوماً يحدٍ أمي بكلمة حب واحد حتى
أني ال أذكر أنه داعبيا في وقت بكلمة طيبة ..لم يحدٍ قط أن رأينا
منه سو ،القسو المقفر ..إال أنه رغم ك ذلم ال تفسير لتشبثه بأمي
وعدم اواجه من أخر ،سو ،أنه أحبيا وأحبني على غرارها فخالف األعراف مر أخر ،في تعليمي ومن بعدها عندما سم لي بالعم في
مجلس المدينة ..
تستغرب أمي كثي اًر عندما أحدثيا عن حب أبي ال عسري ليا ..
كما تعجب عندما أحدثيا عن نظراته النادر بحب إلي ..حتى أنيا
بدر أبييا ..أتَ َذ َكر أنه في مر كنت أعد له القيو سخريةً تناديني َّ ورأيته ينظر إلي بحنو شديد يخالطه شرود وكأنه يحدٍ نفسه بأمور
تخصني وعندما أفاق من شرود وفطن لتنبيي ماكان منه إال أن صرخ بي “ايش تريدي ..ع عدي من هنا ..واع مخبلة مت أمم” ..عندما
رويت ألمي ما حدٍ لم تصدق ..على األق لم تصدق حديثي يوماً
عن حبه ليا إال أن حديثي دوماً ترم أث اًر بشك ما في نفسيا ..كانت
كلما تحدثنا ولمحت بعينييا مسحة حان بادرتني بجملتيا الشيير “آ منم أنت ..بنت أبوم” وضحكنا معاً ..بدف قلبينا مدثرتين ..
على تلم الشاكلة مرت أيامنا ...تار في حان ..تار في فر ..دوماً
متقاربتان ..
115
مرت أيامنا متشابية حتى أتى ذام الصبا ..صبا
مشرق
..يدب في البيت نشاط مثير ..لليوم وقع غير ك األيام ..
اليوم أتممت الثالثة والعشرين من عمري ..وتقدم لخطبتي سعد
ابن عمي كما هو متفق عليه منذ وضعتني أمي وتم العيد عليه بين أبي وعمي ،لم َأر سعد منذ ست سنوات تقريباً فقد سافر إلتمام تعليمه في كلية التجار باإلسكندرية وبالطبع تلكأ في الدراسة قليالً وها هو ا ن مسيو عن تجار القبيلة ..
ال أذكر عن سعد الكثير سو ،أيام طفولتنا ..كان معتداً بنفسه
..دايم التباهي بقوته ،كما أذكر نظراته إلي المتسمة بالمكر الوفير .. عاد سعد ..تقدم لخطبتي ..وافق أبي وحددوا موعد
الاواج
..نظ اًر لخلفيتي الثقافية طلبت من أمي أن يأذن لي أبي برؤيته والجلوس معه فما كان منيا إال أن ُب ِيتَت ونيرتني قايلة “مكلوبة أنت .. ما تدري ايش تطلبين ..واع التعليم جنم ..لو بتصري بدم تسأليه
لحالم” ..
وعلى جموحي وجرأتي لم أمتلم من الجسار ما يمكنني من
الوقوف أمام أبي ..لم أتمكن من سؤاله أو اإلفصا عن رغبتي ..
مضت األيام سريعاً ..كنت أجتيد في إييام قلبي بحبه ..كنت أنسج خياالتي من فتات ذاكرتي عنه ..كنت أثم أفرطت على نفسي حتى غاب واقعي ولم أبا ِ .. 116
من هاج أحالمي ..
اليوم حنتي ..وما أدراكم ما الحنة في دياري ..دفوف وغنا ..رقص ورسوم وألوان ..تتجم العروس وتتعطر لتعجب الرجَّا ْ .. ثوب أحمر ماركش صارخ النقوش واأللوان ..برقع يغطي وجيي إال من عينين بكحلييما يذبحان ..رسومات بسود الحنا
تاين كفي
وجسدي وقدماي ..باطن يدين وقدمين بحمر الحنا
مضرجتان
وكأنيما بدما العشاق يدميان ..كرادين تاين رقبتي ..أساور تلف يدي ..خالخي تعلن عن قدوم فرسة سجا ..عطر وطيب ييلم
ممالم ويقيم سلطنات من خيا
..كنت في خيمة النسا استمع
ألغانيين ..يص لمسامعنا هتاف وأغان الرجا وكنت أتخيله على
صيو جواد فارس َّ خيا ..
انقضى العرس ..جلست على السرير أضم ساقي إلى صدري
في انتظار ..تلف سريري أستار حريرية شفافة حم ار ..
أسمع وقع قدميه ..تتسارع دقات قلبي ..تلتيب أنفاسي ..يعتصرني
الخوف ويقتلني شوقي إليه ..ياي األستار حولي ..أتبد ،قمر لعينيه ..يقف أمام سحري مصعوقاً ..ينخلع قلبي من اشتيا
عينيه ..
يجلس جواري ..يمد يد لياي عني حجابي ..ما أن يتكشف وجيي حتى ييم باجتذابي بقو من دبت الفور في عروقه إلى ذراعيه ..أحاو
التملص منه ..ييتاج غضباً ..أحاو أن أشر له خجلي وخوفي ..
أطلب منه التمي لدقيقة بعد ..أحاو وأحاو ..ال يستمع ..ال 117
يتمي ..يلطمني ..أصمت من هو الصدمة ..يدفعني بقو وينكب عل ْي ..لم أشعر بشي ..انفصلت عن العالم ..بت كالدمية بين يديه ..كان يخترقني ينيشني وال حو لي وال قو إال من دموع بللت وجنتي ..وفجأ وبشك تام غبت عن الوعي ..
صحوت ألجدني عارية تماماً إال من حسر استباحتني ..يلف خصري
ذراعه ..يجثم على صدري كفه ..لم تكن ليلة عرس ..كانت تأبين نفس ..
مرت أيامي فاتر ..استبدت بي شيواته ..انمحت
..ضلَّت روحي ما بين غانية وخادمة ..
قسماتي
مر على اواجي شير ..مر علي كأنه دهر ..اليوم أبلغني َّ
سعد بأننا سوف نشد الترحا إلى اإلسكندرية حيٍ تجارتنا وحالنا .. ألو مر تخالط نفسي السعاد منذ ذام اليوم .. أعلم أن سعادتي هي مح
خياالت وأوهام ساذجة فليا سعد
باإلسكندرية لن تختلف عن تلم الليا الموحشة البارد ..وخصا سعد لن تغدو بعد التوحش حميمية دافية ..
وها هي اإلسكندرية ..عروس صبية كما تناقلتيا األغنيات
واستفاضت في وصفيا الحكايات ..آ يا عروس البحر ..كم حلمت أن آتيم بأشواق الصح ار الحمَّية وأصب ِ بم فور األنوثة البدوية .. تصمت نفسي قليالً وكأنيا تصحو من حلم ..أنظر لسعد فأجد نفسي 118
تستأنف قوليا ساخر "و ها أنا آتيم بشر البلية ..عذ اًر أيتيا
اإلسكندرية" ..حقاً شر البلية ما يضحم !!
مكثنا باإلسكندرية ..راقنا اع بطف بات من الدنيا ك ما لدي
..لم تختلف ليا اإلسكندرية مع سعد عنيا في دياري إال أنيا اادادت وحشة وتجاه ..
يخرج للعم باك اًر ..يعود للبيت متأخ اًر ..يمارس على جسدي
الضعيف فحولته الكاذبة ..يتركني بأق مما لدي ..إال أنه رغم ك
ذلم أبى سعد أن يترم لي حتى فتات أحالمي به ..لم يبتدع بدعة
جديد فقط تاوج علي راقصة ..
الغي ما أحط نفوسكم أييا الرجا على وفر النفيس تشتيي َّ طالما النسو على أشكاليا متوفر ..استبدت بي غيرتي وحمية البداو القاتلة ..ذهبت ألر ،ما بد ،منيا واانيا عني ..
دققت علييا مسكنيا ..فتحت الباب واذا بيا مجرد ام أر ..ما
ااد علييا سو ،أنيا ساقطة ..
عدت إلى بيتي ..أغلقت علي بابي ..ضممت طفلي إلي ..
باتت ليالي سعد بيني وبينيا مماقة ميت أر بالية .. في ك
ليلة أتجم
له بخياالتي ..أتعطر بأوهامي فأغدو
ساحر ..في ك ليلة اتبار ،في فتنته عله يترم تلم العاهر ..وفي
ك ليلة يخترق سعد حصوني ويتركيا لليأس مخربة خاوية بارد ..ال 119
أعلم ه تحيا نفسي على ما تبقى من فتات أحالميا أم هي سذاجة النسو في بالدنا ..
في دياري تفنى حيوات النسا تحت أقدام الرجا ..ما أغلبين
النسا في أعرافنا وما أغبى الرجا
جملة وتفصيالً في
ديارنا ..
يتركون القساو للاوجات ويقصرون الدلع والمداعبات على الغانيات
والراقصات ..عسى اع يرأف بأحوالنا .. ***
120
()11 أقصوصات عشقية
األقصوصة األولى رفع الستار رفع الستار ..أضوا تغمرني ..جميور يمأل المكان ..اتألأل ..اتألق ..بوجيي تشع األلوان ..قلب يخفق بصوت الرعد ..أنفاس
يقتليا البرد ..دموع تتوار ،قدر اإلمكان ..أتراقص ..أتياو .. ،عيون تتقاذفني بين األركان..
صاعقة تيبط ..تشق السما ..وجو تتوقف عن اإليما ..
لوهلة يسود الموت المكان..
أسقط ..تخفت األضوا ..تتعالى الشيقات..
صمت يسمعم صوت األنفاس ..ذهو يتوج اإلصغا ..
قرع مفاجي ..ضربة رعد ..أرك
نحو الساللم ..أهوي من أعالي
الكون.. ٍ أياد ترتفع كي تدركني ويدام لم تظير بعد.. عيوني تمس األجوا ..قتلت العيون بحثاً ..تأرجحت ألماً ..
نظر َّ أبية إلى السما ..شمسي لم تشرق بعد ..
عود إلى عيون البشر ..آذاني تمقت اإلط ار ..عيوني تبغ
نظرات األهوا ..
هبوط آخر يكسر القلب ..لم يحن بعد موعد الطيران..
نظر يكسرها اليجران ..ظلمة تمأل المكان إال من بؤر ضو .. 122
عمت الظلمة إال من بؤر تشعلني .. َّ
أغمضت عيني لوهلة ..تعالت أصوات الكمان..
تصفيق حاد ..أسدلت األستار ..أرداني الخذالن.. ***
123
األقصوصة الثانية حل النســـيان ٍ ضجيجاً حاداً ..ظلمة مفاجأ تسقط سماعة الياتف ..تُ ْحِد ُ تعريني.. تعم المكان ..انكب سقوطاً على األر ..بؤر ضو ع
إجياش في البكا ..بكا يليم بكا ..بكا العالم بات ال يكفي
القلب..
أستشعر غصة في حلقي ..يد الغدر تعتصر قلبي ..آالم
الكون تتكالب علي ..بكا يليم بكا وك يذهب هبا ..
صمت قات ..نبوع الدمع تجف ..عيناي مسمر إلى مساحة
من األر
ال تميا بيا شيياً قط..
تسمر طوي ..كجمود مفاجي من الليٍ والرك
..
عطب يضرب األركان ..برد يلف المكان ..ومضات من برق ورعد.. ومضات تضي الذاكر ..ومضات تعري النفس تَ ِ صق ُ ا الم..
مر الوقت ..عيناي بدأتا تعتادان ظلمة المكان ..نسيت َّ
الدموع في عيون َّ تحجرت بكا ً في أامان أثقليا الحرمان ..هاهي تخرج مني ..تنفضني عني.. كانت تبعٍ من داخلي ..آالم تشبه المخا بصيص من الضو يتسرب إلى المكان..
..
تنساق إلى الضو ككاين نوراني انبعٍ من شراسة الموت.. 124
باب ينفت من الغيب ..حضورها أضا الغابة.. تجمعت تشيد مولدها الكاينات..
آلية يونانية ..أسطور عربية ..تضادات عنفوانية انبعثت من رماد في.. خلَّ ْفتَهُ َّ رقصاً أعلن العصيان على إقامتم الجبرية ..أتماي كبريا ً.. أرقص على جمر الحرايق بقلبم تالعباً باألذهان..
عبرت الفصو تمرداً على قيرم ..عصفت بالخريف ..أليبت الشتا حولت الربيع نيراناً ..أحلت الصيف بركاناً.. َّ ..
نضج الفراق ..ب نضجنا سوياً.. ح َّ النسيان ..ح َّ النسيان ..ح َّ النسيان.. ***
125
األقصوصة الثالثة عبق الكبريــــاء لم أستطع النوم تلم الليلة ..غادر مدينتي آخر األشبا ..
ترم داخلي خوا ً أم كان هو خوايي ..ترم حباً أم جرحاً.. ه كان مالذي أم كان هو سودا كادت تبتلع العمر ..
كتبت كثي اًر عن أو شعاع للشمس ولكن عذ اًر لم أشيد قط ..
في تلم الليلة سيرت كثي اًر ..وجدت نفسي ألو مر أنتظر ألشاهد
الصبا ولكن تلم المر من دون قصص أو شعر ..
تسللت أشعة الصبا األولى إلي ..أنارت مالمحي شيياً فشيياً ..رمت
بوشاحيا على قسماتي ..عرضاً أضا ت قلبي .. وجدت نفسي اتسا
لمن تحملين يا عيني ك هذا الحب؟ ..ه يوماً
ستجدينه أم ما عاد ممكناً قط ..
لمن تيدي يا قلبي دقاتم ..لمن تسافر س اًر وجي اًر ..
من سييديني يوماً أاها اًر تحادثني.. اهر حم ار
تشاكسني..
تشعلني ..بيضا
تيادنني ..صف ار
تغار علي
لمن ترام تيمس يا وجدي ..من تناجي مع ذام الفجر ..من ت ار
فارسي أم ت ار غادر للتو ..
126
َّ سيسكنا يوماً بشر ..ه سيطأ أعتابنا أناس ..أم فقط سنظ مدن ه تسكنيا أشبا ..وبيواً يودي إلى بيو ..
عم الصمت ..نسمات تتيافت إلي ..أغمضت للحظة عيني ..
سؤا يتبادر إلى ذهني ..ه نناض ؟ ..ه نستمر؟ ..
سؤا أهم ..ه يمنعني كبريايي أم حلمي من الموت؟ .. كثير من األحالم تموت ..
قلة من المدن يؤسسيا عبق الكبريا ..يمنعيا من االناوا رغم
القير..
ترميني الشمس بشعاع يكسر عيني وكأنيا تداعب كبريايي ..
أعتقد أننا سنستمر ..كبريا ً سنستمر .. ***
127
األقصوصة الرابعة وجه القمــر من دونم عيوني فارغة ال يمألها إنسان ..من دونم أحيا ما
بين عالمين أحدهما حلمي معم وا خر من نسج األحاان . تتسا
كيف أعشقم؟! ..كيف يستمر حلمي ليالً نيا اًر بم؟!
كيف بقلبي دوماً أحفظم؟! ..كيف وأنا حتى ال أعرفم؟!..
ه ما أ ار على وجيم نظر عجب؟! ..يجيبم وجيي ببسمة مابين
اإلقرار والعتب..
في انتظارم أنا منذ نعومة أظافري ..منذ كنت صغير يراودني
أسطر طفولية عنم حلمي بم ..في سن مبكر أمسكت بقلمي وكتبت اً
اسميتيا "فارس أحالمي" ..
أسطر خطتيا طفولة علمت أنيا يوماً ستتكشف أنوثة بين يديم
..ثالثة عقود إال ثالثة أعوام وماالت أحترف ألجلم
األحالم ..
سبعة وعشرون عاماً وأنا أتعلم ألجلم كيف أتقن الصمت وكيف يكون مع الساد الكالم ..
عيوني تلتمسم س اًر في وجه القمر ..تطلبم جي اًر يا شمساً ال
تعرف لألفو قدر ..
رويداً يا أنفاسي احترقي شيياً فشيياً ..ويا دقاتي احترفي
الطبو حتى يحين الوقت .. 128
على دقات قلبي أخطو صباحاً إلى البحر ..يرونني دوماً
وحيد ..ال يعلمون أنني فرغت من الك حتى امتألت بم ..أجلس
عيني مسافرً إليم ..تالطفني فارغة إال من أشواقي لم ..أغم النسمات ..تحم صوتم إلي أنغام تيب قلبي الحيا .. أنصت يا قلبي هاهي األمواج تروي عن فارسي الحكايات ..
َّ تمشى ليالً على البحر ..بحسنه أشادت الرما ..شمر عن
كاحليه
..أخبرتني األمواج أنيا ألجلي قبلت قدميه ..تبسمت بمسحة حان عرفت طريقيا دوماً إلي ..من عيوني دمعة شوق ترقرقت ..داعبني البحر بموجة رمت بقطراتيا إلي قايالً ال تقلقي بثثت أشواقم إليه ..يا بنيتي ترفقي لم يحن الموعد بعد ..لم يحن الموعد بعد..
حان ..في ٍ عود مر أخر ،إلى الواقع ..في ٍ حلم ..حتى
يحين الوقت.. ***
129
األقصوصة الخامسة ذاكرة قيد الغرق كنت أقف على شاطي البحر ..على تلم المساحة المبللة
من الرما ..أخذت أمعن النظر في تلم القدر الخارقة لألمواج على التغيير ..كلما تيافتت األمواج تالمس قدمي ..كلما انسحبت معلنةً بقو وضراو عن منطقيا في تغيير ذاكر الرما ..منطقيا في تسيير تلم الحبيبات الذهبية ما بين الفوضى واالنتظام ..مابين القب والجما
..
أمر ..كيف لم ألتفت لتلم القدر الخارقة فجأ يخطر ببالي اً
لألمواج من قب ؟! ..ه هو خاضع في الواقع للتجريب ؟..
في سبي اإلثبات ..المحاولة هي الح الوحيد ..
اللحظات
هرولت عايد ً إلى المنا ..لملمت من اليو ،تلم ..أقساها وأرفقيا ..أبسطيا وأعمقيا ..تلم اللحظات الباسمات والدامعات ..
جمعت ابتساماتي ..أعتاها وأكثرها عي اًر واألكثر ب ار ً وطي اًر ..أصدقيا وأكذبيا .. حامت دمعاتي ..أحكمت قيد آهاتي وسكراتي ..نبشت قبور
قلبي الجماعية ..أخرجت جثٍ موتاي وحاجياتي ..رفا واريتيا على مدار السنين ..وضعتين جميعاً في ذاكر ماعادت باإلمكان .. 130
سارعت إلى الشاطي مستنجد ً بالقدر السحرية لألمواج على تغيير األحوا .. ألقيت بين جميعاً ..تلقفتين األمواج كما تتقات على الفريسة
األسود ..ذاكر بأكمليا قيد الغرق ..
وقفت أشاهد مالمحي تختفي ..أيقنت حينيا أنه يمكن أحياناً لكتاب
حياتنا كامالً أن ينمحي ..
المؤلم في األمر ..أن التجريب ال يخضع للقوانين كما هو
الحا في الفيايا أو الكيميا ..إذن في التجريب ليس هنام ضوابط
أو مسلمات..
قدر عا ٍ من المخاطر و ٍ في الحيا يحتوي التجريب على ٍ قدر
أعلى من احتما تحو نجا تجربتم إلى أعتى الخيبات ..
حينيا انتابني شعور مؤقت وأخي اًر باالرتيا من ذاكر األشيا
..ولكن كان للتجربة نتيجة أوقع ..مفرد جديد “الخوا ” ..
من المثير للسخرية أننا أحياناً نتخلص من أشياينا َّ بغية إفسا
المجا ألنفسنا قليالً لتنفس الصعدا واذ بنا نفس
المجا لحضور
أقو .. ،مقبر أكبر ..غربة أصدق ..فاجعة أعمق بالخوا ..
وتعاي اًا لقيقيات السخرية فإن أقو ،البكا هو ذام الذي يأتي
من فرط الضحم حيٍ نعود لنفس نقطة اإلنطالق ..فجايعنا ..
َّ أماكنا ..ج حصيلة تجاربنا خسايرنا ..خردوات قلوبنا ..ذكرياتنا .. 131
ال مبرر ليا سو ،أنيا أقدار اع ..ومر أخر ،تعلمنا الحيا درساً ال
ينسى با
م ..أنه ليس باإلمكان أفض مما كان ..وأن ك شي
يحدٍ بقدر ولحكمة ال يعلميا إال وكنتيجة حتمية ال يمكن أن يحيا
اإلنسان دون ما ٍ أو أحالم ..
***
132
" ال تضنوا علي بها.. "آرائكم تهمني للتواصل مع الكاتبة
[email protected]
http://facebook.com/rania.hamdy1
https://twitter.com/RaniaHG
http://www.raniahamdy.blogspot.com/
133
الفهرس صرخة البو بقلم الدكتور :مدحت عيسى 6 ...........................
( )9أنثى مع وقف التنفيذ 13 .................................................... الفص األو :خواطر أنثى15 ..............................................
الفص الثاني :شتا طوي 19 ..............................................
الفص الثالٍ :حلم يداعب عتم اللي 25 ................................ الفص الرابع :أمس انتيينا 29 ..............................................
الفص الخامس :إعتقا حلم35 ............................................ الفص السادس واألخير :وتبسمت األقدار 43 ...........................
( )1أنثى بال وطن 49 ............................................................ ( )6أحالم عاقـر 53 .............................................................. ( )5حالـ ــة 59 ...................................................................... ( )4لحظات حرجة69 ............................................................ ( )3هذي ــان 75 ..................................................................... ( )8أمير من ألف ليلة وليلة 81 ................................................ الليلة األولى :أمير مملكة الخيا 82 ...................................
الليلة الثانية :القرار88 ....................................................
الليلة الثالثة :شجر الياسمين 92 ........................................ 134
( )3سادية قلم 103 ............................................................... ( )1العيطموس 113 .............................................................. ( )91أقصوصات عشقية 121 .................................................. األقصوصة األولى :رفع الستار 122 .................................. األقصوصة الثانية :ح َّ النسيان 124 ..................................
األقصوصة الثالثة :عبق الكبريا 126 ................................ األقصوصة الرابعة :وجه القمر 128 ...................................
األقصوصة الخامسة :ذاكر قيد الغرق 130 ..........................
135
136